(385) سورة محمد (1)
محمد علي يوسف
أكثر ما يمنع الإنسان من الإقدام والتضحية هو حمل هم ما بعده، وانشغال البال بمن وراءه، لذا قيل الولد مجبنة مبخلة، ذلك لأن انشغال البال بمصير الأبناء يعد حائلاً ضخمًا يقف بينه وبين البذل.
- التصنيفات: القرآن وعلومه -
{...وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ . سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُم} [محمد:4-6].
لعل من أكثر ما يمنع الإنسان من الإقدام والتضحية هو حمل هم ما بعده، وانشغال البال بمن وراءه، لذا قيل الولد مجبنة مبخلة، ذلك لأن انشغال البال بمصير الأبناء يعد حائلاً ضخمًا يقف بينه وبين البذل.
وصلاح البال قد تكرر في موضعين في كتاب الله، والموضعان في نفس السورة؛ (سورة القتال) فتأمل..
لقد قيل أن البال هو: الحال، والشأن الدنيوي في المقام الأول..
ويعبر به أيضًا الخاطر الذي يخطر في العقل تقول: هذا الشيء في بالي -أي في خاطري وذهني لا يفارقني- والإنسان عادة ينشغل خاطره بالهموم المحيطة به، ولا شك أن المقدم على التضحيات التي تتحدث عنها السورة قد ينشغل بتلك الهموم.
هنا تجد الطمأنة في سورة محمد مباشرة بعد الوعد بالهداية وحتى قبل ذكر دخول الجنة..
{سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُم} [محمد:5-6].