مَن أصاب من دنيا المُلوك شيئًا
إياك وأبواب السلاطين! فإن عند أبوابهم فتنًا كمَبارك الإبل.. لا تُصيب من دنياهم شيئًا إلا أصابوا من دينك مثله!
مَن أصاب من دنيا المُلوك شيئًا أصابوا من دينِه مثلَه!
فشتَّان بين علماء السَّلف وأدعيَاء الخلَف!
عن عيسى بن سنان قال: "سمعتً وهبَ بن مُنبه، يقول لعطاء الخراساني: كان العلماءُ قبلنا استغنَوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم، فكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم؛ رغبةً في علمهم! فأصبح أهلُ العلم منا اليوم يبذلون لأهل الدنيا علمَهم؛ رغبةً في دنياهم! فأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم؛ لما رأوا مِن سوء موضعه عندهم! فإياك وأبواب السلاطين! فإن عند أبوابهم فتنًا كمَبارك الإبل.. لا تُصيب من دنياهم شيئًا إلا أصابوا من دينك مثله!".
قال الآجرّي: "فإذا كان يُخاف على العلماء في ذلك الزمان أن تَفتنهم الدنيا، فما ظنُّك في زمننا هذا؟! -الله المستعان- ما أعظم ما قد حلَّ بالعلماء من الفتن، وهم عنه في غفلة!" (الآجُرّي رحمه الله، في أخلاق العلماء).
قلتُ: يرحمك الله مِن إمام! فكيف لو رأيتَ زماننَا؟!
يبيعُ الموسُوم بالعلْم دِينَه؛ ليُعتِق رقبتَه! وأمَّا عالِمٌ راسخٌ مُتحقِّق، فلا تَراهُ إلَّا في كتاب.. أو خلْف حجاب.. أو تحت تراب!
- التصنيف: