هوني عليكِ
يا من لم تتزوجي فرغك الله لعبادته، فاغتنمي في حياتك أشياء جميلة، فاستثمري فقط انظري من علٍ بعين السمو على دنيا -بكل ما فيها- حقيرة.
درب الجنة ليست عليه لافتة "للمتزوجين فقط"!
- يا أيها المجتمع الجاهل ليس ذنبها أن النصيب لم يأتِ بعد وقد لا يأتي.
- يا (طنط حِشرية) ليتك توفرين يدك بجانبك؛ فهي لا تنتظر منك (طبطبة)، وليتك لا تتعبين شفتيك باستحضار التأثر حين (المصمصة) المعتادة، مع الدعوة بابن الحلال يدق الباب..
- يا أيتها الأم المشتاقة لحبيبتها في الفستان الأبيض! امسحي دموعك واحمدي الله، احمدي الله أنها -قاعدة في أرابيزك- بصحتها وعافيتها، ودينها وكرامتها، كرامتها التي قد يبعثرها نذل جبان لا يرقب فيها إلّا ولا ذمة، لا تأبهي بأحد من الناس هكذا هم الناس..
سيحسدونها إن كانت سعيدة في بيت زوجها، ويجرحونك بنظرات الحقد..
وسيقتلونك معها لو أتتك يومًا غاضبة، أو على شفا طلاق مع صغير على كتفها برصاصات الشماتة، ونصائح السماجة من ألسنة حِداد.. احمدِ الله أنها مكرمة في بيت أبيها -واللي مش عاجبه يشرب من البحر-.
- يا أيها الأب الذي يرنو لقطف ثمرة تربيته، أنت لم تربها لتتزوج وتنجب وتأتيك بمن يسعد قلبك بكلمة (جدو)، أنت ربيتها لتعبد الله، والأصل ألا تحرص على تزويجها إلا ليكون عونًا لها على هذه المهمة السامية..
احمد الله أن ابتلاها بالمنع كما ابتلى غيرها بالعطاء.
احمد الله أن متعك بحنانها في البيت وصوتها بالقرآن يعطر أركانه.
احمد الله أن أبقى لك من تجيب نداءك وتمسح أوجاعك، وتتفاعل مع حديثك.
احمد الله أن رزقك بمن قد تكون -دون إخوانها وأخواتها- سببًا لدخولك الجنة.
- يا من تزوجتي لستِ أفضل ممن لم تتزوج، أنتِ رهن الابتلاء مثلها تمامًا، ورزق الله لا يتوقف على جمال، ومستوى تعليمي أو اجتماعي.
- يا من لم تتزوجي فرغك الله لعبادته، فاغتنمي في حياتك أشياء جميلة، فاستثمري فقط انظري من علٍ بعين السمو على دنيا -بكل ما فيها- حقيرة.
- يا أيها الناس كلكم مبتلى بالخير والشر بالنعمة، وسلبها بالزواج وعدمه..
{...لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا...} [الملك:2].
