وا حرّ قلباه!
اللهمّ رحمانَ الدّنيا والآخرة ورحيمهما ارحم أبا يزن وحسّانًا وإخوانهم وتقبّلهم عندك في الشّهداء.
غاب والله منذ الأمس نفَسي فلا أجده إلّا بالوسيلة وتكلّف الشّهيق، وجمدت عيني فما ذرفت دمعة، وأحرقُ الدّمعِ ما مُنع جريانُه المنفّس فسال إلى الدّاخل يحرق الجوانح والأضلاع.
وكأنّ المصيبة قد وعاها عقلي فأضناه كثرة ما حملت من أوجاع، فحزن العقلُ فما وجد فراغاً ينقل فيه الخبر برقيًّا إلى مركز الإحساس إلّا الآن بعد ساعات من الفجيعة، فوصل الخبر حارقًا، وتوزّع عليّ الوقتان فكأنّ مصيبتي بهم مصيبتان لا واحدة!
ففاض حسّي وأغرقتني العبرة فعدتُ أطلب كفّها حين ظننتُ أنّني أقضي بها كمدًا، غالبته فغلب.
اللهمّ سلوّ صبر واحتساب لا سلوّ غفلة ونسيان كسلوّ البهائم!
وعوّضت أجرًا من فقيد فلا يكن *** فقيدك لا يأتي وأجرك يذهب
اللهمّ إنْ صبَرْنا جرى علينا القدر ونحن بالأجر، وإن جزِعْنا جرى علينا ونحن بالإثم، فلا يكن الأوكس حظّنا، فأفرغ علينا صبرًا!
اللهمّ رحمانَ الدّنيا والآخرة ورحيمهما ارحم أبا يزن وحسّانًا وإخوانهم وتقبّلهم عندك في الشّهداء.
- التصنيف: