رحلـةٌ سريعة مع العَشْـر

منذ 2014-09-19

قال ابن رجب رحمه الله، في اللطائف: "وأما الليالي العشر؛ فهي عشر ذي الحجة، هذا الصحيح الذي عليه جمهور المفسرين من السلف وغيرهم، وهو الصحيح عن ابن عباس، رُوي عنه من غير وجه، والرواية عنه أنه عشر رمضان، إسنادها ضعيف".

{وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2].
عن ابن عباس قال: "إن الليالي العَشر التي أقسم الله بها هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة، والصواب من القول في ذلك عندنا: أنها عشْر الأضحى، لإجماع الحُجَّة من أهل التأويل عليه" (الطبري رحمه الله، في تفسيره).

قلتُ: وإن كان في المسألة خلافٌ؛ إلَّا أن القول ما قال الطبريُّ رحمه الله، وقدَّ دلَّ على ذلك؛ الأحاديث الصِّحاح، والآثار المتواترة عن السَّلف..

قال ابن رجب رحمه الله، في اللطائف: "وأما الليالي العشر؛ فهي عشر ذي الحجة، هذا الصحيح الذي عليه
جمهور المفسرين من السلف وغيرهم، وهو الصحيح عن ابن عباس، رُوي عنه من غير وجه، والرواية عنه أنه عشر رمضان، إسنادها ضعيف".

وعن سبب تنكيرها (عشْر):
قال القُرطبي رحمه الله، في تفسيره: "وإنما نُكِّرت ولم تُعرَّف؛ لفضيلتها على غيرها، فلو عُرِّفت لم تُستقبل
بمعنى الفضيلة الذي في التنكير! فنُكِّرت مِن بين ما أُقسِم به؛ للفضيلة التي ليست لغيرها".

فائدة:
قال السعدي رحمه الله، في تفسيره: "الظاهر أن المُقسَم به؛ هو المُقسَم عليه، وذلك جائزٌ مستعمل،
إذا كان أمرًا ظاهرًا مُهمًّا، وهو كذلك في هذا الموضع".

ومِن فضائلها:
قال السعدي رحمه الله: "وفي أيام عشرِ ذي الحجة الوقوف بعرفة، الذي يَغفر الله فيه لعباده مغفرةً يحزن لها الشيطان، فما رُئي الشيطانُ أحقر ولا أدحَر منه في يوم عرفة، لما يَرى مِن تَنزُّل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء مُعظمة، مُستحقة لأن يُقسم الله بها".

وزاد ابن رجب رحمه الله، في اللطائف: "وفي قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ...} [الحج:28]، وجمهور العلماء على أن هذه الأيام المعلومات؛ هي عشر ذي الحجة".

وهل هي أفضل، أم عشْر رمضان الأخير؟!
قال ابن كثير رحمه الله، في تفسيره: "وبالجملة؛ فهذا العشر -ذو الحجة- قد قيل: إنه أفضل أيام السنة، كما نطق به الحديث، ففضلُه كثيرٌ على عشْر رمضان الأخير، وقيل: ذاك أفضل لاشتماله على ليلة القدر، وتوسَّط آخرون فقالوا: أيام هذا أفضل، وليالي ذاك أفضل، وبهذا يجتمع شملُ الأدلة، والله أعلم".

فيا أيها الحِبُّ الحَبيب:

ليالي العشْر أوقاتُ الإجابة *** فبادر رغبةً تلحق ثوابَه
ألا لا وقتَ للعمَّال فيه *** ثوابُ الخير أقربُ للإصابة
مِن أوقات الليالي العشْر حقًّا *** فشمِّر واطلبَن فيها الإنابة


المعاصي سببُ البُّعد والطَّرد.. كما أن الطاعات أسبابُ القُرب والوُدّ! 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

  • 3
  • 0
  • 5,688

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً