دعاة الاختلاط وأنصاره

أتباع الشهوات وهم جميع من انحرف عن منهج الله من أهل الشرك والوثنية والإلحاد ونحوهم فهم يريدون للناس جميعًا، وللمؤمنين خاصة: العنتَ والمشقةَ.

  • التصنيفات: العلاقة بين الجنسين -

بعد أن عرفنا أن الحجاب مفروض من لدن العزيز الحكيم، نتساءل: من هم أنصار الاختلاط؟ ومن هم أتباعه؟

إنهم باختصار: أتباع الهوى والشهوات، وقد نص على هذا ربنا سبحانه، فقال: {وَاللَّـهُ يُرِ‌يدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِ‌يدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا . يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء:27-28].

قال الزمخشري شارحًا معنى الميل:

"وهو الميل عن القصد والحق، ولا ميل أعظم منه بمساعدتهم وموافقتهم على اتباع الشهوات... {وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا} لا يصبر عن الشهوات وعلى مشاق الطاعات، وعن سعيد بن المسيب: ما أيس الشيطان من بني آدم إلا أتاهم من قبل النساء، فقد أتى عليَّ ثمانون سنة، وذهبت إحدى عينيَّ، وأنا أعشو بالأخرى، وأنا أخوف ما أخاف علي فتنة النساء".

إن الآيتين الكريمتين تبينان أن الله سبحانه هو الذي يطهر الإنسان، وهو الذي يخفف عنه، لأنه أعلم به، فهو خالقه، ولا يريد له سبحانه إلا الخير، وأما أتباع الشهوات وهم جميع من انحرف عن منهج الله من أهل الشرك والوثنية والإلحاد ونحوهم فهم يريدون للناس جميعًا، وللمؤمنين خاصة: العنتَ والمشقةَ، واتباع الهوى وترك الحق.

وما أجمل تعبير: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ}!.. نعم إنهم عباد شهوات وأهواء، ولو وصفوا أنفسهم بنعوت العلم والحضارة والتقدم، لأن المتعلم والمتحضر والعاقل والتقدمي هو الذي يقوده علمه وحضارته وعقله وتقدمه إلى الخضوع لله تعالى!، والاستسلام له، وما لم يقده إلى ذلك، فهو ليس متعلمًا ولا متحضرًا، ولا عاقلًا ولا تقدميًا، مهما نعت نفسه بنعوت العلم والتقدم والعقل والحضارة، وإنما هو عبد للشهوات واللذات والأهواء فقط.

إن ما يريده الله قد بينته الآيات السابقة في السورة، وفيها إرادة التنظيم، وإرادة التطهير، وإرادة التيسير، وإرادة الخير بالجماعة المسلمة على كل حال. وأما ما يريده الذين يتبعون الشهوات فهو أن يطلقوا الغرائز من كل عقال: ديني، أو أخلاقي، أو اجتماعي، يريدون أن ينطلق السعار الجنسي المحموم بلا حاجز ولا كابح، من أي لون كان، السعار المحموم الذي لا يقر معه قلب، ولا يسكن معه عصب، ولا يطمئن معه بيت، ولا يسلم معه عرض، ولا تقوم معه أسرة.

يريدون أن يعود الآدميون قطعانًا من البهائم ينزو فيها الذكران على الإناث، بلا ضابط إلا ضابط القوة، أو الحيلة، أو مطلق الوسيلة..! كل هذا الدمار، وكل هذا الفساد، وكل هذا الشر، باسم الحرية، وهي في هذا الوضع ليست سوى اسم آخر للشهوة والنزوة. ‏‏

ومن أتباع الشهوات: الملاحدة، وكثير من أهل الكتاب، وبعض المفتونين من أبناء العرب المسلمين بحضارة الغرب، وغيرهم كثير... وهؤلاء جميعًا يسعون إلى إفساد المجتمع المسلم بشتى الوسائل، من بينها الاختلاط المطلق بلا حدود ولا قيود!.

 

د. محمد رفعت زنجير