للتذكير مرةً أخرى لو عادوا ستتكسّر عظامهم!
هذه الدراسة توضح الأسباب التي تجعل أمريكا غير قادرة على القتال مرةً أخرى على الأرض، وتوسع دائرة الرؤية حتى نثق في أن أبناء الأمة أنجزوا الكثير وأن لديهم قدرات لا يستهان بها.
الغرب يندفع نحو نهايته في العراق وسوريا.
المقاومة بامكانات بسيطة دمَّروا الجيش الأمريكي فماذا بعد أن امتلكوا السلاح المتطور؟!
وكنتُ قد كتبت سابقًا: حصاد المقاومة العراقية خلال 8 سنوات.. بالأرقام؛ بطولات سنة العراق ودحر الاحتلال الأمريكي:
1- قتل 100 ألف جندي أمريكي.
2- إصابة مليون جندي في العمليات العسكرية (نصف الجيش الأمريكي).
3- إصابة 630 ألف جندي بالأمراض النفسية يثيرون الرعب في شوارع أمريكا.
4- تدمير وإعطاب 600 ألف قطعة (دبابة، مدرعة، طائرة، مدفع، همفي، شاحنة).
5- مقابر للدبابات والمعدات المدمرة في 5 مناطق بالولايات المتحدة.
6- نحو 12 ألف حالة انتحار سنويًا بين المحاربين المتقاعدين من حربي العراق وأفغانستان.
7- سقوط ثلث القوات العائدة من العراق وأفغانستان في مستنقع إدمان الخمور.
8- هروب 40 ألف جندي أمريكي من كل أفرع الجيش إلى كندا.
9- إصابة 44 ألف من الأمريكيين المدنيين المتعاقدين في العراق.
العراقيون السنة لهم فضل على الأمة كلها، فهم الذين كسروا الجيش الأمريكي ومشروع بوش الصليبي لاحتلال العالم العربي، وكما أسقطت أفغانستان الاتحاد السوفييتي فإن سنة العراق أسقطوا أمريكا وحلمها الإمبراطوري.
لقد دمَّرت المقاومة العراقية الجيش الأمريكي وجيوش الغرب المتحالفة معه ودحروها في أكبر ملحمة في العصر الحديث، لم تأخذ حقها بسبب التعتيم الإعلامي، فهذا الشعب الذي خرج من حصار 11 عامًا خاض حربًا لمدة 8 سنوات ودحر الاحتلال الأمريكي وأخرج أمريكا من العراق، وها هو الآن يواصل جهاده لطرد الاحتلال الإيراني الصفوي الذي يحتل العراق بالتحالف مع الأمريكيين الذين خرجوا.
هذه الدراسة توضح جانبًا من بطولات الشعب العراقي وتكشف عن صعود الأمة في زمن ظن فيه الناس أن الباطل يحكم ويسود، وتوضح أن معارك اليوم لا تحسمها الأسلحة المتطورة وإنما تنتصر فيها القلوب التي حولها الإيمان والحق إلى فولاذ تتشظى أمامه الصواريخ الفتاكة وقذائف الطائرات المتطورة.
هذه الدراسة توضح الأسباب التي تجعل أمريكا غير قادرة على القتال مرةً أخرى على الأرض، وتوسع دائرة الرؤية حتى نثق في أن أبناء الأمة أنجزوا الكثير وأن لديهم قدرات لا يستهان بها.
تؤكد الأرقام والوثائق التي تحت أيدينا أن الحرب في العراق وفي أفغانستان كانت أكبر محرقة لمعدات وجنود الجيش الأمريكي منذ نشأة الولايات المتحدة وحتي الآن. لقد خسرت أمريكا ما يزيد عن 600 ألف قطعة من العتاد، ما بين دبابة وعربة قتال ومدرعة وهمفي ومروحية، وسقط ما يزيد عن مليون عسكري بين قتيل وجريح ومعاق ومصاب بالأمراض النفسية وأمراض الدماغ.
ربما تكون هذه الأرقام مذهلة للبعض، وقد كانت بالفعل مفاجئة بالنسبة لي شخصيًا، ولكن بعد عملية بحث دقيقة، وضعت يدي على الكثير من المعلومات من مصادرها الأمريكية، كالبنتاجون والكونجرس وغيرها. وهالني الكم الكبير من المعلومات المتاحة والتي تستحق أن نضعها أمام أعيننا لنفهم ما يدور حولنا ولا يكون أصحاب القرار والنخب العربية والإسلامية - كجن سليمان يعمل في العذاب بينما أمريكا الإمبراطورية شاخت، وشُلَّت، وكُسِرت شوكتها.
ولكي نقف على حجم التدمير الذي تعرض له الجيش الأمريكي، فإنني ركزت على حجم الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح، والخسائر البشرية بالقتل والإصابة أثناء العمليات العسكرية، وإصابات ما بعد الحرب، والقتلي والمصابين من المتعاقدين من غير العسكريين. ولم أتعرض للتكلفة الاقتصادية إلا في حدودٍ ضيقة لأنني أشرت إليها في مقالٍ سابق.
أولًا: الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح:
1- المعدات المدمرة والمعطوبة:
- قدَّرت دراسة لمكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي في سبتمبر 2007م عدد القطع التي فقدها الجيش وتحتاج إلى تعويض على وجه السرعة بنحو 300 ألف معدة من كل الأنظمة الأساسية، خاصةً المروحيات ودبابات أبرامز وبرادلي والمدرعات والهمفي والمدافع (http://www.cbo.gov/f...3-ArmyReset.pdf).
وقالت الدراسة المتعلقة بعملية الإصلاح والإحلال والتجديد للمعدات المدمرة والمعطوبة التي تم استقدامها من ساحات الحرب بعنوان "Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan" أن عمليات إصلاح وتعويض هذه الأسلحة ستأخذ وقتًا طويلًا.
- قال الجنرال روبرت رادين -رئيس قيادة العتاد في الجيش الأميركي ونائب رئيس الأركان للعمليات اللوجستية والعمليات- أن عدد المعدات التي دمرتها الحرب وخضعت للإصلاح مثل عربات القتال برادلي ودبابات أبرامز وقطع المدفعية والعربات ذات العجلات في عام 2005م بلغت 20000 قطعة. وفي 2006م بلغت 33000 قطعة، وفي 2007م بلغت حوالي 47000 قطعة من المعدات خضعت للإصلاح (http://www.defense.g...le.aspx?id=2895).
- وفقًا لمكتب الميزانية بالكونجرس عام 2006م فإن النقص في المعدات نتيجة التدمير كان كالتالي:
13 ألف من المركبات سريعة الحركة ومتعددة الأغراض (همفي).
32 ألف مركبة تكتيكية متوسطة.
7,600 آلاف مركبة تكتيكية ثقيلة.
- قال بيتر شوميكر -رئيس أركان الجيش الأمريكي- في سبتمبر 2006م أمام مجموعة متخصصة في الكونجرس أن 1500 من عربات هامفي والدبابات إم 2 والمركبات القتالية برادلي وغيرها تنتظر الإصلاح في مركز الصيانة في "رد ريفر آرمي"، وتنتظر 500 دبابة إم 1 في مركز انيستون في ألاباما. وقال: إن مراكز الصيانة الخمس الكبري التابعة للجيش لا تعمل بنصف طاقتها بسبب نقص الاعتمادات (http://www.slate.com/id/2150337).
- في نهاية 2006م بدأت عملية نقل الآلاف من الدبابات والمركبات المعطوبة إلى مستودعات وورش الجيش في الولايات المتحدة للإصلاح. ففي مستودع "Red River" في ولاية تكساس، حسبما ذكرت "Fort Worth Star-Telegram" ما لا يقل عن 6200 عربة همفي ودبابة ومدرعة وشاحنة وسيارات الإسعاف تنتظر الإصلاح.
- وهناك مقبرة أخرى للدبابات وعربات القتال في مستودع الجيش في أنيستون في ولاية ألاباما. وقالت المتحدثة باسم المستودع جوان غوستافسون أن المستودع سيقوم بإصلاح 1885 من الدبابات والعربات المدرعة الأخرى خلال السنة المالية التي بدأت في 1 أكتوبر 2006م. وقالت: إن المستودع قام بإصلاح 1169 دبابة وآلية في 2004م وإصلاح 1035 في 2005م (http://www.commondre...s06/1206-05.htm).
- كثير من المعدات الأمريكية تعطلت بسبب الإجهاد والإهلاك، والحركة، بسبب الكر والفر في أرض المحرقة، واستنفاد الطاقة والقدرة المحددة لها. ففي جلسات استماع بالكونجرس في يناير 2007م قال الجنرال تشارلز أندرسون -مدير تطوير الجيش- أمام أعضاء اللجان الفرعية لجهوزية القوات الجوية والبرية: إن الحرب أجهدت الشاحنات والدبابات وطائرات الهليكوبتر وأهلكتها، فالدبابات تتحرك في أرض المعركة بمعدل يتجاوز خمس مرات المعدل المقرر لها، والشاحنات بما يفوق المعدل بـ 5-6 مرات، ونفس الأمر مع المدرعات الثقيلة، كما أن المروحيات استهلكت حيث تطير بمعدل يزيد 5-6 مرات عن المقرر لها (http://www.defense.g...le.aspx?id=2895).
- نسبة أخرى من المعدات تعطلت بسبب ظروف التشغيل القاسية، حيث تتحرك الدبابات والمدرعات لمسافات طويلة على الطرق الإسفلتية المعبدة التي تزيد من معدلات الاهتزازات بالنسبة للأنظمة الإلكترونية والميكانيكية مما تسبب في إهلاك هذه الأنظمة (http://www.atimes.co...t/IB07Ak01.html).
- الظروف البيئية في العراق حاربت الجيش الأمريكي، فالمعدات التي لم تصبها العبوات الناسفة على الطرق وقذائف المورتر في القواعد العسكرية، تعطلت بسبب عواصف الرمال والغبار التي أفسدت محركات الطائرات والأنظمة الإلكترونية والفلاتر، وأتلفت محركات الدبابات. ويصعب إصلاح ما أتلفته الرمال والغبار في الميدان ويحتاج إلى ورش تم التوسع في بنائها في الولايات المتحدة خصيصًا لإنقاذ معدات الجيش (http://www.cbo.gov/f...3-ArmyReset.pdf).
- أعلن الجيش أن كل الدبابات أبرامز وبرادلي العائدة من العراق تم إرسالها إلى المستودعات لإصلاحها بسبب الرمال التي سدّت المحركات والفلاتر. ويكلف إصلاح الدبابة الواحدة وتخليصها من الرمال 800 ألف دولار، وتكلفة إصلاح البرادلي 500 ألف دولار (Institute of Land Warfare, Resetting the Force: The Equipment Challenge (Arlington, Va.: Association of the United States Army, October 2005).
- مع استنزاف كل الترسانة الأمريكية وإرسالها إلى العراق وأفغانستان والمناطق المحيطة بهما في أول خمس سنوات للحرب أكد الخبراء في وزارة الدفاع الأمريكية عدم توفر معدات للقوات المتوجهة إلى المعركة، علاوة على عدم توفر معدات للتدريب (http://www.cbo.gov/f...3-ArmyReset.pdf).
2- تأثير العبوات الناسفة:
لعبت العبوات الناسفة، هذا الاختراع البسيط جدًا، دورًا متميزًا في تعجيز الجيش الأمريكي وتدمير معداته وقتل جنوده، ووقف الجيش الغازي المسلح بأحدث التقنيات حائرًا لا يدري ماذا يفعل أمام هذا السلاح البدائي. لقد رصدوا الميزانيات ووضعوا الخطط ولكنها باءت كلها بالفشل.
- في دراسة لخدمة أبحاث الكونجرس صدرت في 25 سبتمبر 2006م حول العبوات الناسفة في العراق فإن ما تم إنفاقه منذ 2004م إلى 2006م لتمويل محاولات يائسة لمكافحة العبوات الناسفة بلغ 6.1 مليار دولار، حيث تم تمويل عدة هيئات متخصصة في البحث عن التقانة التي تساهم في الكشف عنها بما فيها الطائرات، وعندما عجزوا قرروا تخصيص طرق مؤمنة خاصة لتحرك المعدات (Congressional Research Service: Improvised Explosive Devices (IEDs) in Iraq and Afghanistan).
- وللتدليل على خطورة العبوات حجمًا وتأثيرًا، ففي حادثة وقعت عام 2004م فوجيء الأمريكيون بالمركبة القتالية برادلي التي تزن 22 طنًا طارت في الهواء جراء مرورها على عبوة ناسفة واستقرت قاعدة المركبة المدرعة على مسافة 60 ياردة (54 مترًا) من مكان الانفجار (Congressional Research Service: Improvised Explosive Devices (IEDs) in Iraq and Afghanistan).
- ومع تصاعد عمليات تفجير المعدات على الطرق تم تأسيس صندوق للإنفاق على برامج تساعد في مواجهة العبوات الناسفة بدايةً من 2006م. وما خصص له حسب الأعوام كان كالتالي:
2006م تم تخصيص مبلغ 3.3 مليار دولار.
2007م تم تخصيص 4.4 مليار دولار.
2008م تم تخصيص 4.3 مليار دولار.
2009م تم تخصيص 3.1 مليار دولار.
2010م تم تخصيص 1.8 مليار دولار.
2011م مع تزايد الخسائر في أفغانستان تم تخصيص 3.3 مليار دولار (www.fas.org/sgp/crs/natsec/RL33110.pdf).
3- حجم وتكلفة المعدات المدمرة والمعطوبة:
وفي السطور التالية سأثبت بالأرقام من واقع الميزانيات السنوية بالكونجرس أن الجيش الأمريكي خسر معظم ترسانته العسكرية في الحرب، وأنه أنفق المليارات من الدولارات لتعويضها وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
أعدت وزارة الدفاع الأمريكية تقريرًا للكونجرس في 2006 قالت فيه: إن 20% من أسلحة ومعدات الجيش تم إرسالها في بداية الحرب إلى العراق (http://www.cbo.gov/f...3-ArmyReset.pdf).
وقدر مكتب المحاسبة بالكونجرس قيمة المعدات في العراق وأفغانستان والمنطقة المحيطة بساحة المعارك بـ 30 مليار دولار (CONGRESSIONAL BUDGET OFFICE: Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan: The Army’s Reset Program).
ويتم الحفاظ على هذه النسبة لأسباب عسكرية، إذ توجد معادلة توازن بين تعداد القوات والألوية وبين عدد المعدات، وما يتم إعطابه أو تدميره يتم إصلاحه أو استبداله لاستعادة القدرات القتالية. وحسب الوزارة فإن عدد المعدات التي تم إرسالها إلى العراق 570 ألف قطعة وهي كالتالي:
من 15% : 20% من أسطول المروحيات موجود في العراق وأفغانستان بشكلٍ دائم.
550 دبابة أبرامز في العراق تمثل 9% من مجموع الترسانة للجيش الأمريكي.
تم نشر أكثر من 20% من ترسانة العربة المقاتلة سترايكر.
57.400 ألف شاحنة من مجموع 300 ألف أي 20%.
تم نشر 23.800 من الهمفي في البداية، ثم إرسال كل ترسانة الجيش الأمريكي فيما بعد.
ومنذ العام الأول للحرب في العراق يتم شحن ثلثي المعدات إلى الولايات المتحدة بسبب ما أصابها من تدمير وإعطاب مع عملية تبديل القوات، وتذهب القوات الجديدة بأسلحة جديدة، أي إن معظم أسلحة الجيش الأمريكي تم شحنها إلى مناطق الحرب لتذوق التدمير أو الإعطاب فتبقي هناك المدمَّرة وتعود المعطوبة للإصلاح. وجدير بالذكر أن تبديل وتدوير القوات كان يتم كل 12 أو 15 شهرًا (CONGRESSIONAL BUDGET OFFICE: Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan: The Army’s Reset Program).
وبسبب الخسائر في المعدات واتساع دائرة المواجهة مع المقاومة في البلدين تضاعف الإنفاق العسكري الأمريكي خلال العقد الماضي ففي عام 2000م أي قبل شن الحرب كان الإنفاق العسكري يمثل 2.9% من إجمالي الناتج المحلي. ارتفع إلى 4.5% في 2009م، ثم إلى 4.7% في ميزانية 2010م وثبت على 4.7% في ميزانية 2011م.
قالت دراسة لـ Congressional Research Service عن تكلفة الحربين صدرت في 2 سبتمبر 2010م أن الكونجرس وافق مع حلول عام 2010م على تخصيص 1.291 تريليون دولار منذ هجوم 11 سبتمبر لتمويل الحربين. منها 802 مليار للعمليات في العراق و455.4 مليار للعمليات في أفغانستان، و28.6 مليار لتعزيز الأمن، و8.6 مليار للرعاية الصحية للمحاربين القدماء المصابين في الحربين.
والإنفاق العسكري وما ترتب عليه كان العامل الأساسي وراء الأزمة الاقتصادية التي ضربت أمريكا واستمرت حتى الآن وهي السبب في اقتراب الولايات المتحدة من إعلان الإفلاس الذي يتم تأجيله كل 2 شهور باتفاق بين الحزبين. لقد كتب جوزيف ستيجلتس -الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2000م- وليندا بالمز -الأستاذة بجامعة هارفارد مقالًا في واشنطن بوست يوم 5 سبتمبر 2010م قالا فيه: أن تقديراتهم السابقة للحرب والتي وصلت إلى 3 تريليون دولار تقل عن الحقيقة بعد إضافة بنود أخرى كانت غائبة وقد تزيد عن 6 تريليونات، ثم أصدرا الكتاب مرة أخرى بعد تعديل الأرقام.
المخصصات السنوية للتجديد والاستبدال:
ما يهمنا هو معرفة حجم العتاد المدمر من خلال أرقام المخصصات السنوية التي أقرَّها الكونجرس والخاصة ببند استبدال وتجديد المعدات المدمرة والمعطوبة.
- باستعراض الميزانيات السنوية للوقوف على القيمة المالية لاستبدال وتجديد المعدات التي خسرها الجيش الأمريكي في الحربين تبين الآتي:
في عام 2004م تم تخصيص 7.2 مليار دولار لعملية تعويض وإصلاح المعدات.
في عام 2005م تم تخصيص 18 مليار دولار.
في عام 2006م تم تخصيص 22.9 مليار دولار.
في عام 2007م تم تخصيص 45.4 مليار دولار.
في عام 2008م تم تخصيص 61.5 مليار دولار.
في 2009م تم تخصيص 32 مليار دولار.
في عام 2010م تم تخصيص 28 مليار دولار.
في عام 2011م تم تخصيص 21.4 مليار دولار.
ولوحظ زيادة كبيرة في الإنفاق خلال الأعوام 2006م، و2007م، و2008م بسبب زيادة وصول عمليات المقاومة في العراق إلى ذروتها في تدمير المعدات العسكرية، حيث وصل المعدل اليومي لعمليات المقاومة 1300 عملية.
- وبجمع هذه المبالغ السابقة يصل إجمالي ما تم إنفاقه على عمليات الاستبدال والإصلاح نحو 236.4 مليار دولار. فإذا كانت تكلفة المعدات في العراق وأفغانستان تساوي 30 مليار فإن هذا يعني أن الجيش الأمريكي خسر كل عتاده العسكري في العراق وفي أفغانستان وتم تجديده ثماني مرات.
- يضاف إلى ما سبق أن إجمالي التمويل الإضافي الذي طلبته وزارة الدفاع لنقل المعدات المعطوبة من الميدان إلى الولايات المتحدة بلغ 151 مليار دولار (www.fas.org/sgp/crs/natsec/RL33110.pdf).
- ولتوضيح الصورة أكثر، ففي تقرير لمكتب الميزانية بالكونجرس ولمواجهة تدمير وإعطاب المعدات تم شراء المعدات الآتية خلال الفترة (من 2005 إلى 2007)م:
شراء 1300 مدرعة سترايكر بينما مجموع ما يملكه الجيش الأمريكي 1400.
شراء 27300 همفي ومجموع ما يملكه الجيش 107700.
شراء 21300 عربة تكتيكية متوسطة ومجموع الترسانة 25500.
شراء 3100 شاحنة تكتيكية ثقيلة ومجموع الترسانة 14400.
شراء 1000 نظام Palletized Loading والمجموع 4000.
شراء 1500 Line-Haul Truks والمجموع 8900.
- وفي عام 2009م قال الجيش أنه يعاني من عجز قدره 10 آلاف وحدة من الآليات من جميع الأنواع رغم أنه اشترى 21 ألف وحدة وأرسلها إلى منطقة القتال.
- في فبراير 2006م طلب الجيش 9 مليار دولار لاستبدال وإصلاح منظومات الأسلحة من الدبابات والمروحيات والمدرعات التي دمرتها الحرب. وبعدها بخمسة شهور فقط قال الجنرال بيتر شوميكر -قائد أركان القوات الأميركية- أن الجيش يحتاج إلى 17.1 مليار في ميزانية عام 2007م لتعويض المعدات المدمرة (http://www.atimes.co...t/IB07Ak01.html).
- وفي أبلغ تعبير عن حجم الخسائر في المعدات، ما حدث في يوليو 2006م عندما حذر النواب الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي يحذرون من انهيار الجيش الأمريكي وأرسلوا خطابًا إلى الرئيس بوش قالوا فيه إن ثلثي الألوية المقاتلة في الجيش غير مستعدة للقتال بسبب تدمير المعدات في العراق (http://www.atimes.co...t/IB07Ak01.html).
ثانيًا: الخسائر البشرية في القوات المقاتلة:
1- الجنود القتلى:
- وفقًا للإحصاءات الرسمية للبنتاجون فان عدد القتلى العسكريين الأمريكيين حتى 8 نوفمبر 2010م بلغ 5798 قتيلًا منهم 4409 قتيلًا في العراق و1389 قتيلًا في أفغانستان.
ولكن هذه الاحصاءات الرسمية غير صحيحة وذكرها من باب ذكر كل البيانات ليس إلا، ولهذا بحثنا عن مصادر أخرى توضح الحقيقة.
- ذكرت وزارة شئون المحاربين القدماء أن عدد القتلى من الجنود الأمريكيين منذ حرب الخليج وحتى 2007م بلغ 73 ألف قتيل. وقالت: إن عدد المصابين في العمليات الحربية 1.6 مليون مصاب. وقد قامت الوزارة بحذف هذه الإحصاءات فيما بعد لإخفاء حجم الخسارة البشرية. ولكن الإعلام الأمريكي المعارض للحرب اهتم بهذه الأرقام بالتعليق والتحليل (http://www.informati...rticle18878.htm).
وإذا علمنا أن عدد الجنود القتلي في حرب الخليج رسميًا (1990-1991)م كان 383 وعدد المصابين 467 حسب إحصاءات وزارة الدفاع (http://siadapp.dmdc....WCPRINCIPAL.pdf)..
وإذا أضفنا لهم المصابين بما سمي مرض حرب الخليج بسبب التطعيم ضد الجمرة الخبيثة والمصابين بأمراض ما بعد الحرب، ثم بإجراء عملية طرح بين الأرقام فإن عدد العسكريين الأمريكيين القتلي بعد غزو العراق في 2003م وفي أفغانستان في 2001م يبلغ 72.617 ألف قتيل، وعدد المصابين يزيد عن مليون مصاب أي نصف قوات الجيش الأمريكي التي تم نشرها في البلدين.
2- الجنود المصابون.
2- أ- المصابون جراء العمليات القتالية.
- وفقًا للإحصاءات الرسمية للبنتاجون في 8 نوفمبر 2010م فإن عدد المصابين في الحربين 41,030 ألف مصاب، منهم 31,935 ألف في العراق، و9,095 آلاف في أفغانستان.
ووفقًا لتقديرات موقع antiwar.com يبلغ عدد المصابين في العمليات العسكرية 100 ألف جندي وضابط أمريكي.
- عدد المصابين من المحاربين القدماء في العراق وأفغانستان، الذين تلقوا علاجًا على نفقة وزارة المحاربين القدماء بلغ 600 ألف شخص[1] وهذا الرقم يختلف عن المصابين في الخدمة الذين تلقوا العلاج في المستشفيات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع.
- عدد الجنود الذين خرجوا من الخدمة وأصيبوا بالعجز والإعاقة وتقاضوا إعانة بسبب العجز من وزارة المحاربين القدماء بلغ 500 ألف جندي وضابط مصاب (http://www.military....4-trillion.html).
- أكد تقرير لوزارة شؤون المحاربين القدامى أن أكثر من 58 ألفًا من الجنود الذين خدموا في العراق وأفغانستان فُقِدوا السمع تمامًا، وأن ما يقرب من سبعين ألفًا من الجنود مصابون بطنين في الأذن يترتب عليه متاعب عصبية وفقدان السمع تدريجيًا (http://www.newyorker...n?currentPage=3).
2- ب- إصابات الدماغ:
- عدد الجنود الذين أنهوا خدمتهم في العراق وفي أفغانستان وأصيبوا بالاكتئاب وضغوط ما بعد الصدمة وإصابات المخ الإرتجاجية بلغ 630 ألف جندي حتى 2007م. ذلك بناء على دراسة لمؤسسة راند بعنوان "الجراح غير المنظورة للحرب" أو "Invisible Wounds of War" حول الإصابات غير المنظورة للجنود والتي لا تكتشفها أجهزة الأشعة رغم خطورتها، والناتجة عن تفجير المركبات على الطرق بالعبوات الناسفة والقذائف..
أكدت الدراسة أن من بين 1.64 مليون عسكري تم نشرهم في العراق وأفغانستان منذ بداية الحرب وحتى أكتوبر 2007م أصيب 300 ألف عسكري بما يسمى ضغوط ما بعد الصدمة والاكتئاب الشديد، وأصيب 320 ألف عسكري بإصابات المخ الارتجاجية.
ويترتب على هذه الإصابات فقدان الذاكرة والانتحار وسلوكيات عدوانية وممارسات غير طبيعية تجاه أسرهم وأطفالهم ومجتمعاتهم.
وإذا أخذنا هذه النسبة وعممناها على عدد القوات التي تم نشرها حتى 2010م والتي بلغت 2.4 مليون عسكري أمريكي فان نسبة المصابين بأمراض الدماغ ستصل إلى 830 ألفًا تقريبًا.
لقد أجريت دراسات عديدة حول إصابات الدماغ. منها واحدة بجهد مشترك بين منظمتي ProPublica and NPR وقد توصلت إلى أن إصابات الدماغ أكبر خطر يواجه المجتمع الأمريكي. حيث أنها تصيب الجنود بفقدان الذاكرة، وعدم القدرة على قيادة السيارة والعجز عن قراءة فقرة في كتاب أو جريدة ويفقدون القدرة على التركيز. وقالت الدراسة التي صدرت بعنوان"Brain Injuries Remain Undiagnosed in Thousands of Soldiers" أن الطابع الغالب على هؤلاء الجنود أنهم يشكلون خطرًا على المجتمع، حيث أن كثيرين منهم يسيرون في الشوارع الأمريكية يكلمون أنفسهم، ولذلك أطلق عليهم معدو الدراسة مصطلحًا غريبًا حيث أسموهم walkie talkies. [2]
2- ج- الانتحار:
من الظواهر التي لفتت الانتباه انتشار الانتحار وسط الجنود الأمريكيين أثناء الخدمة وبعد الخروج منها.
- أكدت فصلية الكونجرس Congressional Quarterly أن أفراد الجيش الأمريكي الذين انتحروا في عام 2009م زاد على عدد الجنود الذين قتلوا نتيجة العمليات الحربية في كل من أفغانستان والعراق (http://www.congress....litary_suicides).
- في جلسة خصصت لمناقشة الموضوع اعترف الجنرال بيتر شياريلي، نائب رئيس هيئة الأركان أمام قادة الجيش في البنتاجون بزيادة حالات الانتحار وقال: "نحن نشهد زيادة مزعجة حقًا في زيادة الانتحار ولكن لا نفهم سببها ونبذل أقصي جهد لدراستها والسيطرة عليها (http://seattletimes....907_vets24.html).
- قالت السناتور باتي موراي إن عدد محاولات الانتحار للمحاربين المتقاعدين من حربي العراق وأفغانستان نحو 12 ألف حالة سنويًا. وانتقدت موراي وزارة شئون المحاربين القدماء واتهمتها بإخفاء الأرقام الحقيقية. وقالت إن هؤلاء المرضى قنابل موقوتة تمشي في الشوارع لعقود قادمة. واعترف غوردون مانسفيلد نائب وزير شؤون المحاربين القدامى خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ وقال إن الوزارة عينت 17 ألف موظف في قطاع الصحة العقلية لمواجهة تضخم عدد المحاربين المرضي (http://www.msnbc.msn...s/us_news-life).
- لم يقتصر الانتحار على من ذهبوا إلى العراق وأفغانستان، بل امتد إلى القواعد العسكرية في الولايات المتحدة. لقد شهدت قاعدة فورت هود في وسط تكساس وهي أكبر قاعدة أمريكية في العالم ومنها يتم إرسال الجنود إلى العراق وأفغانستان انتحار 11 عسكريًا خلال عام 2009م.
وهي ذات القاعدة التي شهدت قيام الضابط الأمريكي من أصل عربي نضال مالك حسن بفتح النار على الجنود الأمريكيين وقتل 13 وإصابة 31 عسكريًا أمريكيًا آخرين (http://www.baycitize...n-deaths-surge).
- كشفت دراسات ميدانية ارتفاع نسب وفاة الجنود الذين حاربوا في العراق وأفغانستان نتيجة ارتكاب حوادث السيارات والدراجات النارية جراء الأمراض النفسية والاكتئاب. كمثال: قالت وزارة الصحة العامة أن أكثر من 1000 محارب من كاليفورنيا تحت سن 35 عامًا قُتِلوا في الحوادث بسبب سلوكياتهم العدوانية وميولهم الانتحارية، خلال الفترة (من 2005 إلى 2008)م (http://www.nytimes.c...cvets.html?_r=2).
وعلق السيناتور الديمقراطي بوب فيلنر -رئيس لجنة شؤون المحاربين القدامى- في مجلس النواب بقوله إن هذه الأرقام مفزعة حقًا وتهدد البلاد كلها.
وتعددت الدراسات الميدانية عن الخطر الذي يشكله الجنود المرضي نفسيًا في المجتمع الأمريكي، والتركيز على السلوكيات العدوانية للمحاربين القدماء تجاه أنفسهم وأسرهم وفي الشارع. منها دراسة لمنظمتين غير حزبيتين هما باي سيتزن ونيو أمريكا ميديا كشفت عن قنابل بشرية تسير في الشوارع الأمريكية[3].
هذه الظاهرة تجعلنا نتساءل: لماذا ينهار البنيان النفسي لهؤلاء الجنود ويتقوض بالهزيمة؟
ذلك لأن ممارساتهم في المدنيين، مفزعة مخالفة للفطرة الإنسانية. ونشوة النصر تقوي تماسك المرء قليلًا، أما مع طول المدة ومع الهزيمة والعار فتقصم القشة ظهر البعير وينتهي التحمل وكبت التأنيب.
ولأنهم -وبشهادة حارس جوانتاناموا الذي أسلم وعقدت معه لقاءات في شتى الوسائل الإعلامية- لا يبيتون ليلهم إلا مع الأفلام الجنسية في وحداتهم، وهذا له دلالات على هذه الأنفس الهشة العابدة للذة التي ليست صاحبة قضية، ومن ثم لا مقاومة لديها ولا صمود معنوي تفيء إليه وينهي جزعها وقلقها ويبرد ألمها ويضيء غايتها.
كما أن هؤلاء يوقعون عقودًا ليست للفداء، بل من مضمونها وبمقتضاها أنهم يعملون في الجيش لكي يعيشوا ويرتزقوا، ويؤدون واجبهم لينالوا ثمرته نقدًا، وهذا يدخل المرء في حيرة ومقارنة وتقييم لأدائه وممارساته بشكلٍ يحطم راحة البال، لأن الغايات الكبرى والتفاصيل فجة ودموية وغير منصفة، والإنسان مهما كان يبقي لديه حوار بين "النجدين" الخير والشر.
2- د- إدمان تعاطي الخمور والمخدرات:
- أكدت دراسة أجرتها مجلة "الطب العسكري" في 2007م سقوط ثلث القوات العائدة من العراق وأفغانستان في مستنقع إدمان الخمور (www.medicalcriteria.com/criteria/dsm_alcoholdep.htm).
- قالت دراسة للإدارة الصحية للمحاربين القدماء أجريت في 2009م أن 27 ألفًا من المحاربين العائدين من العراق وأفغانستان يعالجون من الإفراط في تعاطي المخدرات، و16,200 ألفًا يعالجون من إدمان الخمر حيث يترددون على مستشفيات المحاربين القدماء (Department of the Army, Health Promotion/Risk Reduction/Suicide Prevention 2010 Report).
- أشار تقرير لجنة منع الانتحار التي شكلها الجيش ولجنة تعزيز الصحة والحد من المخاطر لعام 2010م إلى أن 16,997 ألف جريمة ارتكبت داخل الجيش بسبب المخدرات والكحول خلال عام 2009م. وأكد التقرير أن التحقيقات في 64,022 ألف جريمة قتل داخل الجيش خلال الفترة (من 2001 إلى 2009)م أكدت أنها مرتبطة بالمخدرات (http://www.truth-out...rted-since-2000).
3- الهروب من الخدمة:
هرب آلاف الجنود من الجيش إلى كندا بسبب الرعب الذي شاهدوه أو سمعوا عنه في العراق وفي أفغانستان. في إحصاءات البنتاجون بلغ عدد الهاربين 40 ألف هارب من كل أفرع الجيش. وجاء حصر الرقم من خلال القضايا التي أقيمت على الجنود الهاربين.
وطلب هؤلاء الفارون في كندا اللجوء السياسي، وانضموا إلى المجموعات الرافضة للحرب. لكن الحكومة الكندية رفضت منحهم اللجوء بسبب تحالفها مع أمريكا في الحرب.
ثالثًا- الخسائر البشرية في المتعاقدين:
- وفقًا للأرقام المعلنة بلغ عدد القتلى المدنيين الأمريكيين من مقاولين ومهندسين خلال الفترة (من 2001 إلى 2010) في العراق وأفغانستان نحو 2008 قتيلًا، منهم 1487 في العراق، و521 في أفغانستان، يضاف إليهم 44 قتلوا في الكويت. ومصدر الأرقام وزارة العمل الأمريكية التي استقتها من واقع سجلات وزارة الدفاع بشأن عدد الأسر التي طلبت التأمين. وهناك تشكيك وانتقادات من قبل المنظمات الأمريكية تجاه الأرقام المعلنة وتأكيدات بأن العدد أكبر من ذلك بكثير.
- وفقًا لدراسة متخصصة فإن عدد المصابين من الأمريكيين المتعاقدين في العراق بلغ 44152 شخصًا منهم 16 ألفًا إصاباتهم خطيرة، بواقع 36023 في العراق، و8129 في أفغانستان (http://www.pscouncil...EPT2010_Web.pdf).
- ومن المعروف أن وزارة الدفاع وحدها توظف 250 ألفًا من هؤلاء المرتزقة في منطقة العمليات وفقا لتقرير صدر في يوليو 2010م من خدمة أبحاث الكونجرس. وبسبب هذا العدد الضخم للمتعاقدين والمرتزقة الذي يفوق عدد القوات المقاتلة بمقدار الضعف أشارت الإحصاءات إلى أن عدد القتلى منهم تفوق على عدد القتلى العسكريين منذ بداية العام الجاري 2010م. وموضوع المرتزقة وما ارتكبوه من جرائم يحتاج إلى بحث مستفيض مستقل.
- لم يصدر الجيش الأمريكي إحصاءات كاملة عن الإصابات في أفراد شركات الأمن الخاصة ولا عدد الهجمات التي تتعرض لها القوافل التي يحرسونها. تقول فيكتوريا واين -التي كانت مساعدة رئيس إدارة إعادة البناء بقوات سلاح المهندسين الأمريكي- أن الجيش كان يحذف الأرقام التي كانت تكتبها. وأضافت فيكتوريا واين التي عملت في العراق عامين ونصف؛ أنها عندما احتجت على إخفاء أرقام القتلى والمصابين بأعدادٍ كبيرة قيل لها أنها أخبار سيئة يفضل عدم نشرها. ووفقًا لبيانات "إدارة إعادة البناء" فأن شركة "آرمور جروب" البريطانية نظمت 1184 قافلة في 2006م، وبلغ مجموع ما ضرب منها 450 قافلة معظمها بعبوات ناسفة على الطرق بالإضافة إلى المورتر والأسلحة الخفيفة، وتعرضت قوافل الشركة إلى 293 هجومًا في الشهور الأربعة الأولي من عام 2007م.
ولتقريب الصورة، يمكن أن نشبه ما حدث للجيش الأمريكي في الحربين بأسلحته المتطورة كثور قوي بقرون طويلة يستطيع أن يقضي على من يقف أمامه، وفي المقابل تعاملت المقاومة في العراق وفي أفغانستان كمصارع الثيران الرشيق، الذي يتلاعب بالثور الهائج، ويدور حوله ولا يقف أمامه، ويصوب السهم تلو الآخر بمهارة تجاه نقاط ضعفه، حتى أسقطه أرضًا في النهاية وقرونه القوية التي نطح بها الجدران والبيوت لا زالت فوق رأسه.
إن قرون الثور القوية الفتاكة لا زالت موجودة ولكنها فوق رأس جسد راقد على الأرض ينزف الدم ولا يريد أن يعترف أنه لن يستعيد عافيته مرة أخرى. قد يحاول إثبات أنه لا زال حيًا، قد يستخدم الطائرات بدون طيار وهي لا تحسم معارك، لكنه لن يستطيع القتال على الأرض مرة أخرى، فالسكين قد قطعت الوتين.
لم يعد أمام أمريكا إلا أن تتعايش مع الواقع الجديد وتحترم السنة وتعي أن تحالفها مع المشروع الإيراني الصفوي ضد السنة لن يجلب لها غير الخسارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
[1]
http://www.military....-4-trillion.htm
[2]
http://www.propublic...nds-of-soldiers
[3]
C. Erbes, J. Westermeyer, B. Engdahl andE. Johnsen, ”Post-traumatic stress disorder and service utilization in a sample of service members from Iraq and Afghanistan,” Military Medicine 172 (2007)
- التصنيف: