الشكوى ثلاثة
خالد أبو شادي
قال بعض الصالحين: الشكوى ثلاثة: أخسها أن تشكو الله إلى خلقه، وأوسطها أن تشكو خلقه إليه، وأعلاها أن تشكو نفسك إليه.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
لابد لك إذن من معرفة بالحق معرفة واعية تدفعك إلى الإيمان به كاملاً، والعمل له دائبًا، والتضحية من أجله دائمًا حتى يدمغ حقك باطل المبطلين، لا تشكو من تأخر النصر إذن واعلم أن أنواع الشكوى ثلاثة:
قال بعض الصالحين: الشكوى ثلاثة: أخسها أن تشكو الله إلى خلقه، وأوسطها أن تشكو خلقه إليه، وأعلاها أن تشكو نفسك إليه.
وأنا لا أرضى منك يا أخي سوى بأعلاها: أن تشكو نفسك إلى الله، أن تعرف أن سبب النكبة التي حلّت والبلايا التي أقعدت هي أنت، فلولاك ما نزلت، وبسبب تفريطك استحكمت، انظر حولك: شهواتٌ ومُتع، ودنيا مؤثَرة، وهوًى متَّبع، أجيالٌ مردت على العبث، ومجتمعاتٌ فشت فيها قنواتُ الخبث، تلاعبٌ بالمرأة بكلِّ وقاحة وجرأة، الربا صار كالمباح، لا حرج فيه ولا جناح، وأيدي الظلمة امتدّت إلى الفقراء والضعاف بالتسلّط والإجحاف {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]، النهار صار مظلمًا بالموبقات، والليل غدا نهارًا بنار السيئات، فماذا تنتظر؟!