(12) صفات الدجال
صفات الدجال وعلاماته وبطلان دعواه الربوبية
تابع العلامات الكبرى
- صفات الدجال وعلاماته:
يدعي الدجال الربوبية، ويأتي من الأعمال الخارقة ما يروّج به باطله، حتى إن الرجل يأتيه ظاناً أن أمره لن يخفى عليه، وأن باطله لن يروج عليه، فعندما يرى ما عنده من مخاريق يتبعه. عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «
» (رواه أبو داوود).ومن نظر في أمر الدجال نظر معتبر علم يقيناً أنه مبطل، وأن صفات الربوبية غير متحققة فيه، فهو بشر مسكين عاجز على الرغم مما يجري على يديه، يأكل ويشرب وينام، ويتبول ويتغوط، ومن كان هذا حاله كيف يكون إلهاً معبوداً، ورباً للكائنات وهو محتاج إليها!! ومع وضوح ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا شيئاً كثيراً عن صفاته وأحواله كي يعرفه المؤمنون الذين يخرج في عصرهم، وكي يستطيعوا مواجهته ولا يغتروا بباطله.
- صفات عامة:
وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاً يبرز شخصيته ويحدد معالم جسمه، فعن عبد الله بن عمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى الدجال في الرؤيا، وجاء في وصفه له: «البخاري).
» (رواه
- أبرز صفاته:
1- عَوَرُ الدَّجال
ركز الرسول صلى الله عليه وسلم على وصف عيني الدجال، لأن الدجال مهما تخلص من شيء من صفاته، فإنه لا يستطيع أن يتخلص من عينيه، والعينان ظاهرتان بارزتان يراهما كل أحد، وبهما صفات واضحة لا تخفى، فقد أشارت الأحاديث السابقة إلى عيوب في عينيه، أوضحها أنه أعور، وأن العين العوراء هي اليمنى..
عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الدجال: « » (رواه البخاري ومسلم). وهي مع ذلك ممسوحة كما ثبت في صحيح مسلم: « ».
وقد وصف لنا الرسول صلى الله عليه وسلم عينه التي يرى به، فقال: «الألباني).
» (رواه أحمد وصححه
2- مكتوب بين عينيه كافر
وهناك علامة أعلم الله بها الدجال يعرفه بها المؤمنون دون غيرهم ممن طمس الله بصائرهم، وهذه العلامة كتابة بين عينيه نصها (ك ف ر) أو (كافر) ففي صحيح البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ».
وفي صحيح مسلم: «
»."والصحيح الذي عليه المحققون -كما يقول النووي رحمه الله تعالى- أن هذه الكتابة على ظاهرها، وأنها كتابة حقيقة جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله، ويظهرها الله تعالى لكل مسلم كاتب وغير كاتب، ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته، ولا امتناع في ذلك...".
3- ليس له عقب
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الدجال «
» (رواه مسلم).
- بطلان دعواه الربوبية:
إذا كانت تلك صفات الدجال، وهي صفات بها نقص كبير، فكيف يصح لهذا المخلوق الضعيف دعوى الربوبية، إنه يدعي أنه رب الناس، ورب الناس لا يرى في الدنيا، يقول صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم).
ثم هو غير سويّ الخلقة، فيه عيوب لا تخفى، منها عوره، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «
» (رواه البخاري).ومن صفاته المعيبة في الأحاديث أنه أفحج، والفحج "تباعد ما بين الساقين" أو الفخذين، وقيل: تداني صدور القدمين، مع تباعد العقبين، وقيل: هو الذي في رجله اعوجاج".
وصدق ابن العربي في قوله: "في اختلاف صفات الدجال بما ذكر من النقص بيان أنه لا يدفع النقص عن نفسه كيف كان، وأنه محكوم عليه في نفسه". ومراده أنه لو كان رباً لأزال النقص الذي في نفسه، فعدم إزالته دليل على أنه مربوب مقهور لا يستطيع أن يتخلص من عيوبه.
وتركيز الرسول صلى الله عليه وسلم على كونه أعور: "لكون العور أثر محسوس يدركه العالم والعامي، ومن لا يهتدي إلى الأدلة العقلية" وإلا فإن أصحاب العلم يمكن أن يدركوا أمره، ويصلوا إلى حقيقة دعواه.
(من كتاب: القيامة الصغرى)
عمر سليمان الأشقر
الشيخ الدكتور عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر أحد أعلام فلسطين البارزين وأحد مؤسسي هيئه علماء فلسطين بالخارج.
- التصنيف:
- المصدر: