تكبير - (6) صدق التكبير
سيد الشهداء رجل قام إلى إمام جائر ينهاه عن منكره وظلمه، ويصدع بكلمة الحق في وجهه، فرغم أن ما يغلب على الظن أن الجائر الظالم لن يتقبل أمره بمعروف أو نهيه عن منكر، إلا أنه صدع مضحيًا في تلك اللحظات بأمنه ونفسه حين يقتله هذا الجائر.
وعبادات التضحية تعد من أعظم العبادات، ذلك لأنها أوضح الأدلة على وجود هذا التعظيم والتكبير العملي.
فأفضل الصلاة بعد المكتوبة تلك التي في جوف الليل، لما فيها من تضحية بنوم هانىء وفراش وثير دافىء، تعظيمًا لمن يقوم القائم لأجله ويقف مضحيًا بكل ذلك بين يديه.
وأفضل الصدقة جهد المقل، لما فيها من تضحية ذلك المقل بمال هو أصلاً قليل، لكن قلته لم تمنعه عن إنفاقه لأن مقام الله في نفسه أعظم، وأفضل الرقاب التي تعتق هي أغلاها وأنفسها عند أهلها، وأعظم يوم عند الله هو يوم النحر يوم التضحية.
والجهاد ذورة سنام الدين، ولقيام الرجل في الصف في سبيل الله أعظم من قيام ستين سنة وما وجد النبي صلى الله عليه وسلم عملاً يعدل الجهاد في سبيل الله كما صحت بذلك الأدلة، ذلك لأن الجهاد هو جهد النفس والمال كما ورد في حديث قعود الشيطان لابن آدم في أطرقه، وإن المجاهد يخرج لا يدري أيعود أم يقضي نحبه في ذلك الثغر من ثغور المسلمين.
وسيد الشهداء رجل قام إلى إمام جائر ينهاه عن منكره وظلمه، ويصدع بكلمة الحق في وجهه، فرغم أن ما يغلب على الظن أن الجائر الظالم لن يتقبل أمره بمعروف أو نهيه عن منكر، إلا أنه صدع مضحيًا في تلك اللحظات بأمنه ونفسه حين يقتله هذا الجائر.
وهكذا تجد الأمر مطردًا، كلما زادت التضحية والاستعداد لها كلما دل ذلك عمليًا على زيادة التعظيم في القلب، ومن ثم كان الفضل والصدق، صدق التكبير.
- التصنيف: