(4) من لا يجاوز التكبير لسانه
محمد علي يوسف
لا بد أن يظهر عليك تعظيمك لله ولشرعه ولحرماته وشعائره، وللحق وكلمته من الآن حتى إذا حدث التعارض بين محبوب أو مرجو، وبين رضوان الله والحق الذي يرضاه قدمت بلا تردد رضوان الله.
- التصنيفات: التقوى وحب الله - تزكية النفس -
للأسف هناك من لا يجاوز التكبير لسانه، ولا يلامس التعظيم قلبه.
هل صدق من زعم أن يكبر الله بينما يخشى الناس والله أحق أن يخشاه؟!
هل صدق من زعم أنه يكبر الله ثم آثر ألا يضحي ولو ببعض راحة لإجابة ندائه للصلاة؟
هل صدق من زعم أنه يكبر الله وهو يأبى أن يضحي بمال محرم، أو بنظر محرم، أو بفعل أو قول محرم؟
هل صدق من زعم أنه يكبر الله وكان غالب حاله الخوف من سواه وموالاة أعداء مولاه؟!
إن لتعظيم الله دلائل وعلامات وليس مجرد ادعاءات..
وعلى المعظم حقًا والمكبر صدقًا أن يعي كون تعظيمه لربه لا بد أن يكون مقترنًا بتعظيمه لشرعه وأمره ونهيه، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32].
أن يكون مقترنًا بالاستعداد لتفضيل مرضاته على كل شيء، والتضحية لنيل ذلك بأي شيء.
ليس شرطًا لتظهر تعظيمك أن تهاجر أو تتكلف تضحية بولد -كفعل سيدنا إيراهيم- أو منصبك أو بمالك كله،
لكن مناط الأمر يكمن في كلمة واحدة: الاستعداد.
ولذلك الاستعداد إرهاصات لا بد أن تظهر أولاً..
لا بد أن يظهر عليك تعظيمك لله ولشرعه ولحرماته وشعائره، وللحق وكلمته من الآن حتى إذا حدث التعارض بين محبوب أو مرجو، وبين رضوان الله والحق الذي يرضاه قدمت بلا تردد رضوان الله.
راجع نفسك وتعظيمك وتكبيرك، وإني لك ناصح ولنفسي: حذار أن نكون ممن كبر الله كذبًا.