درر و فوائد - (30) الانتكاس

منذ 2014-10-10

لم ينتكس المسلمون إلا حينما استوردوا الحقوق والحريات من الغرب، فصار المنكر معروفًا والمعروف منكرًا هزيمة نفسية وذل وهوان.

(301) إذا أطعمت الأسد تفاحًا نسى دهرًا أنه من بني الأُسد، فإذا لاحت له أشجار غابته ورأى عشيرته يتبارون باللهب، وتعطّرت أنفاسه بشيء من اللحم، أقبل وثار فإن عاد مجتهدًا لم يكد يسلم من السقم، إياك يا فتى ومصارع المعاصي وأهلها.

(302) الخبرة لا تكون خبرة لمجرد مرورك بها، بل ولا النجاح فيها! لكن بفقه عوامل النجاح وفقه عوامل الفشل، وقد يكون الفاشل في عمل معين أعظم خبرة ممن نجح إذا استوفى هذا الفقه، فتقاس خبرتك بعمق وصحة تأملك، ومدى مطابقته للواقع وقدرتك على تنزيل تلك العوامل بواقعية على أكبر قدر ممكن من العموم.

(303) إنهم يريدون تغريبك يا أمتي، يخافون نساءك قبل رجالك، ولكننا باقيات مجاهدات نزلزل عروش الكفر بالستر الحصين، لن نعتنق أفكاركم ما حيينا، كل أفكاركم سقيمة مهانة تحت أقدامنا، ولو ألبستموها لباس التحضر والرقي، ولو وضعتم في آذانها أقراط الذهب والحلي، ولو تحلت بالحرير والديباج وتعطرت بالعطور الفائحات، فإنما تحت المظاهر الخداعة جثة هامدة ذبحت في محرابكم؛ محراب الرذيلة، وإنما الإسلام هو دين السماحة لا غيره ولسنا بتاركي ديننا الحنيف عن هلاوس وضلالات، لا بعر لها ولا بعير، وليس لهم في الكون شر ونقير (من نص مقالتي مبدأ التسامح الغربي).

(304) لقد كان كبيرًا في عينيك متربعًا في قلبك، حتى ظن أنه مرآتك! فلما بين لك ما رآه فيها ناصحًا لك شفوقًا محبًا كسرت المرآة وجرحت يداك وقلبه! تفقد قلبك.

(305) هي بلادي وأرضي وإن لم تمس قدمي أراضيها، وإن لم أتنسم عبير بواديها، وهي موطن الأحباب على غير أرحام تجمعنا، فإن للدين رحمًا لا يضاهيها، يجمع بين كل عربي وعجمي يشهد لله بالتوحيد يهديها، فيصير الكل جسدًا واحدًا، مهما تباعدت المسافات يدنيها، إذا اشتكى منه عضو لكربة تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى يعاديها، أرض كل مسلم هي أرضي وعرضه هو عرضي، ولو صُفع مسلم في موطن لوجدتُ ألم الصفعة على وجهي، ولدمعت العين يُبكيها، وكل مكان فيه ذكر الله له عندي محبة وشوقًا، لا لشرف الأرض ولكن لشرف الذكر يعليها، وذاك قول.. وكذا ينبغي أن نكون اللهم ارزقنا العمل بأحسن ما فيها -من مشاركة قديمة لي في المجلس العلمي بتعديل يسير-.

(306) الصحيح أن ماضي يجير (أجارَ) ولا يصح قلب الألف واواً! إنها ليست فائدة لغوية إنها لفتة سُنية سَنية! فهل وعيت معناها؟!

(307) لم ينتكس المسلمون إلا حينما استوردوا الحقوق والحريات من الغرب، فصار المنكر معروفًا والمعروف منكرًا هزيمة نفسية وذل وهوان.

(308) إنني لا أريد من الصديق هدية، إنني أريد دفء المشاعر وسلامة الطّوِيّة.
(309) جزى الله خيرًا من أذاني بكلمة بحركة بسكنة بنظرة، لقد أذاقني ألمًا لا أحب أن أذيقه غيري قصدتُ أو لم أقصد، اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحمنا.

(310) لا تجد في نفسك إذا ازدراك من تحب وتحترم من إخوانك في الله، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، فطهر قلبك بالدعاء له.. لعل الله أن يغفر لك وله. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 1,699
المقال السابق
(29) أسوأ الأخلاق (التعصب)
المقال التالي
(31) الوسطية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً