درر و فوائد - (33) الحق أبلج

منذ 2014-10-10

المتعصب لا يقبل نقاشًا ولا يحتمل تخطئة من يتعصب له! وإذا شعر بدبيب حجة الحق في قلبه، هرب منها كما تهرب الذبابة لا يجد لها إجابة! وشتان بين من يطلب السلامة لدينه من أهل البدع فلا يجالسهم، ومن يتعصب للأشخاص فيصم آذانه، والحق أبلج لمن رام قلبه رضا الله، والله مطلع على السرائر.

(331) التوبيخ شهوة فلا تنجرف خلف شهواتك! أن تكون أنت في موقف القوة والشرف والصحة وأمامك شخص ضعيف واقع في مذلة موقف ما! وقتها يتحول التوبيخ إلى شهوة جارفة في نفسك، تستمتع بالتقريع وتتشدق بالكلمات التي طالما قيلت لك في موقف مماثل، ثم تغلف كل هذه السموم بغلاف مفتعل من الشفقة والرحمة! تذكر هذا نوع من النذالة والخسة (من سلسلتي إضاءات في الرد على الاستشارات).

(332) سيظل قريبًا إلى قلبك حبيبًا إلى عقلك! حتى أول اعتراض ومخالفة هواه لهواك! إنها ليست صداقة يا فتى!
(333) إنني لا أريد من يخبرني بمميزاتي فأنا أعرفها، بل قد ارتديت فوقها أثواب زور كثيرة! لكني أريد من يبصرني بعيوبي فإني ولو عرفتها أتناسيها، رب اغفر وارحم.

(334) طريق الحق شائك وفيه مشقة وغربة لها لذة وله حلاوة، تأتيك حينًا وتفتقدها أحيانًا، وفي وجودها وفقدها لذة، فإن لم تجد ذلك فانظر! لعلك حدتَ عن الطريق وأنت لا تدري!

(335) قيل: لماذا فعلتَ العصيان؟ لماذا تركتَ طاعة؟ قال: "وما بال هؤلاء فعلوها وما بال هؤلاء تركوها!" أرأيت لو أن هؤلاء اختاروا في الدنيا اختيار غبن أكنت مقلدهم! عجبًا لا تكن إمعة، فهذا ليس إلا حال الحمقى والمغفلين

(336) المتعصب لا يقبل نقاشًا ولا يحتمل تخطئة من يتعصب له! وإذا شعر بدبيب حجة الحق في قلبه، هرب منها كما تهرب الذبابة لا يجد لها إجابة! وشتان بين من يطلب السلامة لدينه من أهل البدع فلا يجالسهم، ومن يتعصب للأشخاص فيصم آذانه، والحق أبلج لمن رام قلبه رضا الله، والله مطلع على السرائر.

(337) بعض الناس إذا سمعتهم يتحدثون عن الجهاد تجزم أنهم -ولو كانوا على عهد النبي وقيل حي على الجهاد لقالوا ذرنا نكن مع القاعدين- نسأل الله العافية آمين.

(338) يتطرفون في الاعتراض حتى يصلوا إلى قذف من يعارضونه بأبشع التهم، ثم يظهر لهم خطأ اتهامهم فيتطرفون في الاعتذار حتى يصلوا باعتذارهم إلى التبرير والتسويغ للخطأ! صدقًا لقد كانوا في كلا الفعلين على خطأ!

(339) عجبتُ لمن تجرأ على العصيان علنًا ويغضب إن أُنكر عليه بلطف علنًا! ثم تراه يؤدب ناصحه علنًا: "هلّا أسررتَ نصحك أيها القبيح؟!"، عجبًا!

(340) إذا وجدتَ من نفسك رفضًا للاعتراف بخطأ فلان، ومقاومة لمصارحة النفس، أو إعلام الغير أنك تخالفه فاعلم أنك متعصب له، تفقد قلبك. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 1
  • 1,806
المقال السابق
(32) بئس مطية الرجل
المقال التالي
(34) أقصر الطرق

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً