طعم الماضي

منذ 2014-10-10

للذكريات طعم؟ نعم.. ورائحة أيضًا!

للذكريات طعم؟

نعم.. ورائحة أيضًا!

لها ملمس ولون.. ولها وقعٌ في الأذن!

رائحة البحر مثلا.. تلك الرائحة ربما تهيج في صدرك ذكريات طفولة بريئة، أو تعيد إلى حلقك طعم الماء المالح الذي كان يتسرب إلى فمك وأنت تضرب بذراعيك النحيلتين جانبي (العوامة) الصغيرة.

مشاهد كثيرة ربما تتسارع إلى مخيلتك بينما تستنشق تلك النسمات البحرية الرطبة.. أطياف أشخاص قد رحلوا ربما تطل عليك بوجوه باسمة ترمقك عبر نوافذ الروح..

وربما تنساب دمعة حنين للماضي ولأناس الماضي.. الماضي الذي ظل منزويًا في ركنٍ من أركانِ عقلك ينتظر هذه الرائحة أو تلك النغمة العابرة ليتململ في مكانه ويتحرك من جديد معلنًا أنه لم يزل بعد هنالك.. وأنه لم يندثر بعد.. وأنك لم تنس

تلك الجدران المتآكلة لذلك المنزل العتيق بتلك الحارة التي يفوح منها عبق (التقلية) التي تزكم الأنوف..

ألا يذكرك ملمس تلك الجدران بملمس يد جدتك الحنون تربت على كتفك مهدئة روعك حين انفجرت باكيًا بعد سقوطك أثناء اللعب مع زملائك؟

ألا تجد في تلك الأركان المهملة من ذلك الحي الشعبي العريق رائحة غليون جدك الوقور؟

وهذا المطعم الذي تعودت إتيانه أيام الجامعة ولك أعوام لم تلجه وقد تكاثرت عليك الانشغالات؟

جرب أن تعود إليه الآن.. ربما ستدخله اليوم وحدك وربما لن يحيط بك نفس صخب رفاقك القدامى ولن تكون معدتك هي نفس المعدة الفتية القوية لكن صدقني بمجرد أن تداعب أنفك تلك الرائحة المألوفة وتقضم أول قضمة من تلك الشطيرة الرخيصة فسيعود الشغف القديم..

وستقلب الذكريات من جديد.. ستقلب بنغمة عتيقة مررت بجوارها..

أو بإعلان تلفزيوني ثمانيني أعيدت إذاعته على سبيل التندر..

أو بكلمة.. أو بصورة..

أيًا كان المحفز فإنها هناك تنتظر لتطفو على السطح..

ربما لن تطفو بكل التفاصيل ودقائق الأحداث لكن الإحساس نفسه سيعود إليك بمجرد لمسة أو رائحة أو طعم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,484

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً