(42) الجهاد
سارة بنت محمد حسن
أيهما أعز وأكرم دم يسيل في سبيل إعلاء كلمة الله، أم معتقل مهان ذليل مسجون ولو في بيته، ممتهنة كرامته يبحث عن الرخص لتخلع امرأته نقابها ويحلق لحيته؟ أو يركن إلى الظالمين زاعمًا أنه يطلب لدينه السلامة، مستكينًا واهنًا محبًا للدنيا غارقًا في المهانة، غاية أمله لا أن يفتح بيت المقدس بل فقط أن يأكل ويشرب ويصلي الفجر في المسجد! أو يجد دولة غربية تقبل هجرته إليها! فيعيش تحت إمرتهم إن أصابه منهم عدل فرح واستبشر، وإن أصابه الظلم والضيم سكت زاعمًا أنه يصبر! أه يا أمتي!
- التصنيفات: تزكية النفس -
(421) أيها الزوج قد لا تقصد أن تعاملك بفوقية! بل قد تكون أنت من يشعر بالدونية! فاسمُ ولا تغرق بيتك في لجج الندية.
(422) أيتها الزوجة ليس كل أمر وطلب منه يعني أنه متحكم ومسيطر، بل قد تكوني أنت من وقع في فخ الندية فاستقيمي، فإن ربك قد جعل قوامته عليك شرعية، وجعلها من تمام قنوتك لربك وحفظك لله مقام العبودية.
(423) يا عقلاء الأمة ألا فاعلموا أن الخلافة الإسلامية لن تنزل من السماء على القراء والحفاظ والفقهاء، فتقول لهم هلم يا سادة استلموا العرش! إنما هو بذل وتضحية تنبت شجرته من دمائنا وأرواحنا، وما لا يدرك كله لا يترك جله، لا يترك البذل لتحصيل ولو أقل القليل، إنها لبنات توضع فوق بعض على مر الأزمان، فتشيد الأمة كلها بها الصرح! والمحن تربي وبها يختبر صاحب الفقه، وكما قال ابن القيم: "المحبة لا ترضى إلا ببذل الروح"، أين المحبة يا محب؟!
(424) انظر إلى قلبك! هل صار الرضا بالزرع له ديدن؟ هل أخذ بأذناب البقر هوانًا؟ هل فزع من الجهاد ولو بالتمني؟ هل صار جل حلمه أن يأكل ويشرب، وأن يجلس في مسجد عابدًا أو دارسًا فقط! متتبعًا الرخص ليتقي ظلم الظالمين؟ لا هم له ولا حلم في إقامة شرع الله العليم، ناسيًا بيت المقدس وحلم تحريره وطرد بني الخيانة، عاجزًا عن مقارعة بني علمان غارقًا في السآمة، يخرس لسانه عن قول الحق مخافة الخلق، عازفًا عن ما بدا له من الأسباب في نصرة الحق، جالسًا متواكلاً منتظرًا فرجًا بلا عمل؟ ناسيًا أن النصر يأتي لمن اجتهد بلا كلل! تذكر: لا يرفع الله ما نزل من الذل حتى ترجعوا إلى دينكم.
(425) أيهما أعز وأكرم دم يسيل في سبيل إعلاء كلمة الله، أم معتقل مهان ذليل مسجون ولو في بيته، ممتهنة كرامته يبحث عن الرخص لتخلع امرأته نقابها ويحلق لحيته؟ أو يركن إلى الظالمين زاعمًا أنه يطلب لدينه السلامة، مستكينًا واهنًا محبًا للدنيا غارقًا في المهانة، غاية أمله لا أن يفتح بيت المقدس بل فقط أن يأكل ويشرب ويصلي الفجر في المسجد! أو يجد دولة غربية تقبل هجرته إليها! فيعيش تحت إمرتهم إن أصابه منهم عدل فرح واستبشر، وإن أصابه الظلم والضيم سكت زاعمًا أنه يصبر! أه يا أمتي!
(426) ينصر الله من ينصره ويبذل روحه في محبته وإقامة شرعه هاتفًا: نحري دون ما يمكنني إقامته من شرع الله العظيم، ورقبتي دون رقاب إخواني من المسلمين، فإن الصادق لا يقبل بالذل والضيم، ولا يرضى بأن يستذل.
(427) نزل القرآن وتكلم الرسول، فكان هذا هو العلم فتحملوا في سبيل الأخذ به الأذى، فكان هذا هو البذل والتضحية، وكان كلاهما هو التربية! لا ينفصلان!
(428) نقاط الخلاف كثيرًا ما تملأ أحواض التفاصيل، ثم تتجمع لتكون نهرًا يصب في بحر أو محيط! فلا تعجب فإن لكل نهر مجرى ومصب!
(429) قد أتى خالدُ بن الوليد الفرسَ والرومَ بقوم يحبون الموت كما يحب الروم الحياة! واليوم أرى أننا نريد أذناب البقر، ونرضى بالزرع وندعو الله أن يحقن دمائنا فتركُنا الجهاد، لم يعد ترك فعل وحسب ولكن صرنا ندعو الله ألا تسيل دماءنا في سبيله، بلسان الحال والمقال! اللهم احقن دماء المسلمين بحق لا بباطل، وحبب إلينا الجهاد بعزم صادق.
(430) بعد أن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الصحابة إذا وقعت لأحدهم مصيبة يواسيه أصحابه قائلين: "اذكر مصابك في رسول الله! فلا مصيبة أكبر من مصيبة فقد الرسول صلى الله عليه وسلم، فيستصغر مصيبته"، إلى كل من فقد عزيز: اذكر مصاب الصحابة في رسول الله، أرأيت لو كنت معه تسمع من فمه الندي آيات الله وترى بسمته وتسمع كلامه على منبره وتصلي خلفه، هل هناك فقد أعظم من فقده؟ دنيا فانية وقطار يمضي ينزل كل شخص في لحظة، والموعد الجنة لمن آمن وصبر وصابر، فإن ذلك من عزم الأمور.