(43) رحيق الحياة

(431) اعتبارك أن (كل) مخالف ليس على شيء مطلقًا خطأ منهجي منك، ستدفع ثمنه فادحًا قال تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} [البقرة من الآية:114].

(432) ألا ترى كيف اتسعت صدورنا حلمًا على أهل الباطل، ولم تتسع لشدة أهل الحق على أهل الباطل! إن ظننت أن كلاهما مخطئ.. وأنك أصبت الحق في معاملة الخلق فكلاهما إذًا بحاجة لنصحك، والفضل لله لا لنفسك!

(433) إن كنت رزقت الرفق في موضعه مع من اقترف معصية، وتحسب أنك من أهل الحكمة والرزانة والوسطية، فإياك أن تحتد على أهل الشد فتصيب ما أنكرته عليهم من الوجد.

(434) من البشر من يمعنون في امتصاص رحيق الحياة من روحك! ويسعون حثيثًا في جعلك كوكبًا تدور حول شمس ذواتهم! ينسجون حولك رويدًا بيت العنكبوت، فلا تكن حشرة فتعلق فيه ولكن كن كغرس خير لا يتأثر به!

(435) ألا تتسائل يا صاحب العقل السديد علام يأمر الله موسى بأخذ عصاه والضرب، رغم أن انشقاق البحر والحجر خارق لعوايد الأخذ بالسبب؟!

(436) الغضب له شباب وله مشيب، فلا تواجهه في شبابه فيكتسح.
(437) تذكر! مشرط الجراح لا يتدخل إلا عند عدم الدواء!
(438) يقولون عنه مبدع وعنها مبدعة! فاستعذتُ بالله من تطفل حرف التاء.

(439) بعض الناس إذا قرأت كلامهم أو سمعت مقالهم أصابك الشعور بضآلتك، حتى تلعق ثمالة الإحباط، فإذا رأيت عملهم انتقلت لحالة العُجب حتى يهتف قلبك قائلاً أحسبني على خير ولا أزكي على الله أحد! وفي كلا الأمرين لم تصب!

(440) ألا يضطرب فؤادك ويقشعر جلدك من خبيئة سوء لها في القلب دبيب، لا يحسها إلا الأريب، تُدعى: احتكار الحق! تفقد قلبك.