(44) الرفق واللين
سارة بنت محمد حسن
لأن أخلاقنا قضت الكثير من الوقت في صداقة مع العنف والسوء والشراسة، وتخاصمت أمدًا مع اللطف والرفق واللين، ولم تُعرّف العزة والقوة بحد مبين! تاهت في غياهب الإنكار بلا فقه الدليل.
- التصنيفات: التقوى وحب الله - تزكية النفس -
(441) فتنة تستنظف القلوب تتخير نوعًا من أمراضها، فلا ينجو إلا من سلم منه، ثم تأتي بعدها أخرى تتخير نوعًا جديدًا فلا ينجو إلا من سلم منه، يبيت الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا! زك قلبك بالطاعات والهرب من الزلات والافتقار للواحد القهار لا تستنظفه الفتن.
(442) يا نفس نصحوك بشدة فغضبتِ، فترفقوا بكِ فأعرضتِ، فأسروا لك فدافعتِ، فجهروا لك فخاصمتِ، تلطفوا لك فسخرتِ، فأغلظوا عليك فاستكبرتِ! فأخبريني كيف ينصحونك ومتى تقبلين؟!
(443) يقولون تعلم التوحيد أهم من تطبيق لوازمه! عجبًا لهم وهل ينفك اللازم عن الملزوم إلا شذوذا؟ وهل علم الكافر بالتوحيد يغنيه عن تطبيقه؟ ومتى كان التوحيد نظرية فلسفية عالقة في الأذهان غير متعلقة بالأبدان؟! اللهم اجعلنا مسلمين لك.
(444) فتش في قلبك فإن رأيت خورًا أو جبنًا أو شحًا، أو أخواتهنّ فإياك وأبواب الفقه والاعتقاد حتى تقاوم، فإنهنّ ضروب خفية من دروب الهوى، تلبس عليك الحق باطلاً!
(445) الوفاء بالعهد على مشقة راحة للقلب واعتزاز بالنفس، وخطوة نحو البراءة من النفاق وشعبه.
(446) للخشوع لذة، للخضوع للرحمن راحة ونشوة، لا يحصلها المرء في صلاته وذكره، وعمله إلا من عزم على ارتقاء جبل الإيمان الأشم، واضعًا نصب عينيه أن يبلغ في توحيد مولاه القمم.
(447) دعوة العوام والأطفال تنقلك من ضيق العلم النظري إلى رحاب التطبيق العملي، إن صدقت الله صدقك.
(448) عامة الناس تأسرهم بسمة وكلمة طيبة، بيد أن منهم من إذا اختلفت معه بعيدها ثاروا عليك ثورة دنيا كالأسرى العبيد، وكأنهم لم يكن لهم من طيب أخلاقك نصيب! إلا من رحم الله فلا تغتر بأسرك لهم تسلم ولا تبتئس بثائرتهم تغنم.
(449) لأن أخلاقنا قضت الكثير من الوقت في صداقة مع العنف والسوء والشراسة، وتخاصمت أمدًا مع اللطف والرفق واللين، ولم تُعرّف العزة والقوة بحد مبين! تاهت في غياهب الإنكار بلا فقه الدليل.
(450) ألا ترى أن نقطة المياة إذا استمرت قد تجعل في الصخر مجرى يسيل من خلاله الماء!