انتبه الطريق مراقب
أبو الهيثم محمد درويش
عندما يتأكد قائدو السيارات على أحد الطرق السريعة بأن الطريق مراقب بالرادار، وبأن أي تجاوز مرصود وأنه تنتظره عقوبة رادعة لو تجاوز، هنا تجد الالتزام والانضباط سيدا الموقف، لما يملأ القلوب من تأكد وقوع العقوبة ساعة المخالفة.. فهل استشعرنا وتيقنا من أن طريقنا إلى الله مراقب منذ أن نولد إلى أن نموت؟!
- التصنيفات: ترجمة معاني القرآن الكريم -
عندما يتأكد قائدو السيارات على أحد الطرق السريعة بأن الطريق مراقب بالرادار، وبأن أي تجاوز مرصود وأنه تنتظره عقوبة رادعة لو تجاوز، هنا تجد الالتزام والانضباط سيدا الموقف، لما يملأ القلوب من تأكد وقوع العقوبة ساعة المخالفة..
فهل استشعرنا وتيقنا من أن طريقنا إلى الله مراقب منذ أن نولد إلى أن نموت؟!
قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18].
قال ابن كثير: "{مَا يَلْفِظُ} أي: ابن آدم {مِنْ قَوْلٍ} أي: ما يتكلم بكلمة {إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي: إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:10-12]" (تفسير القرآن العظيم:7/398). .
وقال الشنقيطي: "قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ} أي ما ينطق بنطق ولا يتكلم بكلام {إِلَّا لَدَيْهِ}، أي إلا والحال أن عنده رقيبًا، أي ملكًا مراقبًا لأعماله، حافظًا لها شاهدًا عليها لا يفوته منها شيء، {عَتِيدٌ}: أي حاضر ليس بغائب يكتب عليه ما يقول من خير وشر" (أضواء البيان:7/427).
وقال السمعاني: "أي: رقيب حاضر، قال الحسن: يكتب الملكان كل شيء، حتى قوله لجاريته: اسقيني الماء، وناوليني نعلي، أو أعطيني ردائي. ويقال: يكتب كل شيء حتى صفيره بشرب الماء" (تفسير القرآن:5/240).