الأيدي الآثمة
محمد علي يوسف
تلك الأيدي القوية الضخمة التي لم تكن تأبه باتقاء أيدي المغلوبين، ولا دفعهم عن أنفسهم تحت وطأة غلظتها وقسوتها.. تلك الأيدي في ذلك اليوم لن تنفعهم، ولن يستعملوها حتى في الدفع عن وجههم واتقاء ألسنة النار الحارقة، إنها أيدٍ مغلولة هناك، وإن وسيلة الاتقاء هي تلك الوجوه التي طالما كانت مصعرة للناس في الدنيا..
- التصنيفات: الدار الآخرة - مساوئ الأخلاق -
وتلك الأيدي الآثمة التي طالما استحلت الحرام، ومنعت حق المحرومين..
تلك الأيدي الظالمة التي طالما بطشت بالمظلومين، وزادت قهر المقهورين..
تلك الأيدي الجائرة التي طالما أشارت أو وقعت على أمر بعذاب واعتداء على المساكين..
تلك الأيدي الباغية التي طالما اجترأت على صفع المطحونين وقمع المستضعفين..
تلك الأيدي القوية الضخمة التي لم تكن تأبه باتقاء أيدي المغلوبين، ولا دفعهم عن أنفسهم تحت وطأة غلظتها وقسوتها..
تلك الأيدي في ذلك اليوم لن تنفعهم، ولن يستعملوها حتى في الدفع عن وجههم واتقاء ألسنة النار الحارقة، إنها أيدٍ مغلولة هناك، وإن وسيلة الاتقاء هي تلك الوجوه التي طالما كانت مصعرة للناس في الدنيا..
نعم! كما قرأتها، إنهم يتقون النار بوجوههم! تخيل المشهد..
إنه عذاب مزدوج يحمل إلى جوار ألم الحرق ذل المهانة ومرارة العجز، أو يتقى بالوجه ويدفع به أم يدفع عنه! إنه الجزاء الوفاق للظالمين ممن ليس لهم خلاق: {أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} [الزمر:24].