لم تمت!
نسمة صادق
يومك الجديد هذا أمانة بين يديك، فارعه وكن له أميناً. ولتسأل نفسك لأي غاية قد منَّ الله عليك بيوم جديد، بعمر آخر بعد وفاتك!
- التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام -
دقيقة اثنتان.. يوم.. شهر وسنوات لم تمت! هكذا تأكل الأوقات بعضها سريعاً، دون أن تحين ساعة الصفر، ساعة الحياة الجديدة (البرزخ). خذ نفساً عميقاً، ها أنت تتنفس من جديد! كيف هو حالك إن كانت تلك هي تنهيدتك الأخيرة؟!
مع كل فجر يكتب الله لك عمراً آخراً، قبض الله روحك قبل ساعات وعدت من جديد للدنيا! تخيل أن روحك لم ترجع، وشاء الله أن تكون ضمن عداد الموتى؟! أتظن أنك استكفيت من زراعة أرضك لتلقى الله؟! اعلم أن ثانية جديدة أضيفت في عمرك لم تكن عبثا؛ بل لتصنع جديداً، يقول سبحانه: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة:36].
والفطن من عرف الغاية التي لأجلها هو هنا، ولم يترك حبل الأماني راخياً منسدلاً، بل قواه وشده بالعمل، فعرف الطريق واستغل الثواني عاكفاً على مراده. ها هي الدنيا بين يديك، بكل دقائقها، فرصة جديدة لتري الله منك خيراً، لتجزل العطاء لأجلك، لأجل الحياة الباقية، {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [الأعلى:17].
يومك الجديد هذا أمانة بين يديك، فارعه وكن له أميناً. ولتسأل نفسك لأي غاية قد منَّ الله عليك بيوم جديد، بعمر آخر بعد وفاتك!
ثمة رسالة تحملها بين أضلعك، إياك أن تنسى أنك جزءٌ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، جئت لترع الرسالة المحمدية.. ضف جديداً في حياتك لا تجعل الأوقات هي التي تُسيرك، بل اكفل كل عمل وإن بدا صغيراً بالنية، واحمد الله أن اختارك من بين الباقين على قيد الحياة، لتتزود من الدنيا، وتزيد عليها بعلمك وعطاءك، لا لتكون زائداً عليها، فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.
زيتونة فلسطين