ابحث عن المتعففين
أبو الهيثم محمد درويش
أن تدل المحسنين على أسرة متعففة لا تسأل الناس وهم في حاجة وعوز، هذا عمل كريم.. حتى تكفيهم مؤونة السؤال وهم لن يسألوا، فأصبحوا في كفالة الله أولاً ثم كفالة من يعلم بحالهم، حتى لو لا يستطيع العون المادي ففقط عليه أن يدل عليهم من يساعدهم ويحسن إليهم، فهؤلاء أولى من الكثير ممن يدعون الفقر طمعاً فيما في أيدي الخلق.
- التصنيفات: تزكية النفس -
صنف من البشر سترهم الله بستره فتسربلوا بستره والتحفوا بالتعفف، فمهما كانت حاجتهم أظهروا الستر والاستغناء لا يسألون إلا الله، وهؤلاء يحتاجون من المنفقين والمحسنين بعض العناء في البحث عنهم، ويحتاجون من الجمعيات الخيرية جهداً مضاعفاً في البحث، ولا شك أن الدلالة على تلك الأسر الكريمة من أفضل القرب..
أن تدل المحسنين على أسرة متعففة لا تسأل الناس وهم في حاجة وعوز، هذا عمل كريم.. حتى تكفيهم مؤونة السؤال وهم لن يسألوا، فأصبحوا في كفالة الله أولاً ثم كفالة من يعلم بحالهم، حتى لو لا يستطيع العون المادي ففقط عليه أن يدل عليهم من يساعدهم ويحسن إليهم، فهؤلاء أولى من الكثير ممن يدعون الفقر طمعاً فيما في أيدي الخلق.
قال سبحانه: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم} [البقرة:273].
{يَحْسَبُهُمُ}: "...الْجَاهِلُ بحالهم أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ أي: من تعففهم عن السؤال وقناعتهم يظن من لا يعرف حالهم أنهم أغنياء، والتعفف التفعل من العفة وهي الترك يقال: عفَّ عن الشيء إذا كف عنه، وتعفف إذا تكلف في الإمساك.
{تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ} السيماء والسيمياء والسمة: العلامة التي يعرف بها الشيء، واختلفوا في معناها ها هنا، فقال مجاهد: هي التخشع والتواضع، وقال السدي: أثر الجهد من الحاجة والفقر، وقال الضحاك: صفرة ألوانهم من الجوع والضر وقيل رثاثة ثيابهم، {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} قال عطاء: إذا كان عندهم غداء لا يسألون عشاءً، وإذا كان عندهم عشاء لا يسألون غداءً، وقيل: معناه لا يسألون الناس إلحافًا أصلًا لأنه قال: من التعفف، والتعفف ترك السؤال" (معالم التنزيل للبغوي:1/338).