{قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا}
كنت محمودًا موقرًا يُقتدى بخلقك ويقدر قولك.. كنت في الماضي، لكن هذا كان من قبل.. اليوم قد فقدت مكانتك بيننا بعد أن جرؤت على ثوابتنا وسفهت ما توارثناه من آبائنا وكبرائنا وسادتنا! فلتفقد قدرك إذًا أو فلتكف عما تقول.. نفس الطريقة ونفس الأسلوب الذي يواجه به مكسرو الأصنام في كل زمان ومكان.
{يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} [هود من الآية:62].
كنت مرجو النفع يؤمل فيك العقل الراجح والفكر السديد..
كنت محمودًا موقرًا يقتدى بخلقك ويقدر قولك.. كنت في الماضي، لكن هذا كان من قبل..
اليوم قد فقدت مكانتك بيننا بعد أن جرؤت على ثوابتنا وسفهت ما توارثناه من آبائنا وكبرائنا وسادتنا! فلتفقد قدرك إذًا أو فلتكف عما تقول.. نفس الطريقة ونفس الأسلوب الذي يواجه به مكسرو الأصنام في كل زمان ومكان.
أسلوب يحمل بداخله ترهيبًا وترغيبًا لحامل الحق.
التذكير بالمكانة السابقة والترهيب من خلال التهديد بنزعها والترغيب ضمنًا باستعادة تلك المكانة، وربما زيادتها إذا ترك حامل الحق ما معه وكف عن تكسير أصنام النفس..
عبارات يصدرها أصحاب هذا الأسلوب من نوعية:
"سقطت من نظرنا"، "صدمنا فيك"، "فقدت مكانك"، إلى آخر تلك العبارات التي يكون الغرض منها تخويف الصادع أو إسكاته، أو ضمه لركب هؤلاء ليكون فقط صدىً لأصواتهم..
فهل أثرت تلك التهديدات في صالح؟ هل أثنته أو ثبطت من عزيمته؟ هل جعل لها أي اعتبار؟ الجواب لا.
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} [هود:63].
محال..
محال على مخلص يطلب رضا الخالق على بينة منه أن يتأثر بالتهديد بزوال رضا المخلوق.
محال على صادق أن يستبدل رحمة الخالق برجاء اعتناء المخلوق.
محال أن يستبدل نصرته ومكانته عنده بمكانة ونصرة عندهم.
لذلك أجابهم صالح بالرفض فهو يعلم أن الرجاء الحقيقي والمكانة المهمة ليست عنده، ولكنها فقط عنده! عند الله.
- التصنيف: