انتبه: تحكم في نظرتك

منذ 2014-11-02

بداية الخيط نظرة! إياك أن تكون أسيراً لنظراتك، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدركٌ ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذِّبه».

بداية الخيط نظرة! إياك أن تكون أسيراً لنظراتك
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدركٌ ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذِّبه» (رواه مسلم:2657).

قال العلامة العثيمين في شرحه لكتاب (رياض الصالحين):
ذكر المؤلف رحمه الله في باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن من غير حاجة شرعية، بعد ذكر الآيات حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "«كتب على ابن آدم حظه من الزنا وهو مدرك ذلك لا محالة»، يعني أن الإنسان مدرك للزنا لا محالة إلا من عصمه الله، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة لذلك، فالعين زناها النظر، يعني أن الرجل إذا نظر إلى امرأة ولو لغير شهوة وهي ليست من محارمه، فهذا نوع من الزنا وهو زنا العين، والأذن زناها الاستماع، يستمع الإنسان إلى كلام المرأة ويتلذذ به هذا زنا الأذن، وكذلك اليد زناها البطش يعني العمل باليد من اللمس وما أشبه ذلك والرجل زناها الخطا، يعني أن الإنسان يمشي إلى محل الفواحش مثلاً..

أو يسمع إلى صوت امرأة فيمش إليه أو يرى امرأة فيمشي إليها، هذا نوع من الزنا، لكن زنا الرجل القلب يهوى ويميل إلى هذا الأمر -أي التعلق بالنساء- هذا زنا القلب والفرج يصدق ذلك أو يكذبه، يعني أنه إذا زنى بالفرج والعياذ بالله فقد صدق زنا هذه الأعضاء، وإن لم يزني بفرجه بل سلم وحفظ نفسه فإن هذا يكون تكذيبًا لزنا هذه الأعضاء، فدل ذلك على الحذر من التعلق بالنساء لا بأصواتهم ولا بالرؤية إليهن ولا بمسهن ولا بالسعي إليهن، ولا بغواية القلب لهن كل ذلك من أنواع الزنا والعياذ بالله، فليحذر الإنسان العاقل العفيف من أن يكون في هذه الأعضاء شيء يتعلق بالنساء..

والواجب على الإنسان إذا أحس من نفسه بهذا أن يبتعد لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والنظر سهم مسموم من سهام إبليس، قد ينظر المرء إلى امرأة ولا تتعلق نفسه بها أول مرة، لكن في الثانية في الثالثة حتى يكون قلبه معلق بها والعياذ بالله، ويصبح هيمان لا يذكر إلا هذه المرأة، إن قام ذكرها وإن قعد ذكرها وإن نام ذكرها، وإن استيقظ ذكرها فيحصل بهذا الشر والفتنة، نسأل الله العافية والله الموفق".

وكما قال الشاعر:

كل الحوادث مبدؤها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها *** في أعين الغير موقوف على الخطر

كم نظرة فعلت في قلب صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحبًا بسرور عاد بالضرر

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 4
  • 1
  • 9,406

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً