يا من تسأل عن العِفَّة!
أبو الهيثم محمد درويش
"..لا يكون الإنسان تامَّ العِفَّة؛ حتى يكون عفيف اليد، واللسان، والسمع، والبصر. فمن عدمها في اللسان: السخرية، والتجسس، والغيبة، والهمز، والنَّمِيمَة، والتنابز بالألقاب. ومن عدمها في البصر: مدُّ العين إلى المحارم، وزينة الحياة الدنيا المُولِّدة للشهوات الرديئة. ومن عدمها في السمع: الإصغاء إلى المسموعات القبيحة..".
- التصنيفات: قضايا الشباب - الآداب والأخلاق - الطريق إلى الله -
شابٌ توهّجت نار الشهوة في قلبه وجسده.. فظل يتربّص بفريسةٍ حتى وجدها وفضَّ شهوته!
فتاةٌ أطلقت لنفسها العنان.. فتساهلت وتمادت حتى أضحت رخيصة اللحم مثلومة العِرض!
لو سأل... أو سألت... أين طريق العِفَّة؟
لقلنا: أجابكم الراغب الأصفهاني عن أساس العِفَّة وتمامها فقال:
"وأسها يتعلّق: بضبط القلب عن التطلُّع للشهوات البدنية، وعن اعتقاد ما يكون جالبًا للبغي والعدوان.
وتمامها يتعلّق: بحفظ الجوارح، فمن عدم عِفَّة القلب يكون منه التمني وسوء الظنِّ، اللذان هما أسُّ كلِّ رذيلة، لأن من تمنى ما في يد غيره حسده، وإذا حسده عاداه، وإذا عاداه نازعه، وإذا نازعه ربما قتله.
ومن أساء الظنَّ عادى وبغى وتعدّى، ولذلك نهى الله سبحانه عنهما جميعًا فقال: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء من الآية:32]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم} [الحجرات من الآية:12] فأمر فيهما بقطع شجرتين يتفرّع عنهما جلُّ الرذائل والمآثم.
ولا يكون الإنسان تامَّ العِفَّة؛ حتى يكون عفيف اليد، واللسان، والسمع، والبصر.
فمن عدمها في اللسان: السخرية، والتجسس، والغيبة، والهمز، والنَّمِيمَة، والتنابز بالألقاب.
ومن عدمها في البصر: مدُّ العين إلى المحارم، وزينة الحياة الدنيا المُولِّدة للشهوات الرديئة.
ومن عدمها في السمع: الإصغاء إلى المسموعات القبيحة.
وعماد عِفَّة الجوارح كلِّها، ألا يُطلِقها صاحبها في شيء مما يختص بكلِّ واحد منهما، إلا فيما يسوغه العقل والشرع دون الشهوة والهوى" (الذريعة إلى مكارم الشريعة، ص: [318]).