التوبة أو الطوفان!
أحمد قوشتي عبد الرحيم
متى يستفيق أهل مصر، ويتوبون ويرجعون إلى ربهم، ويعلمون أن ما أصابهم من مصيبة فبما كسبت أيديهم، وأن سنن الله لا تتخلف ولا تحابي أحدًا، وأن العذاب إنما ينزل بالأمم والشعوب لتتضرع لربها، وتغير ما بها، وإلا فهو البلاء المبين، والمحنة العامة، والطوفان الكاسح.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
ولقد بشرنا يومًا بلغته الهزيلة، وخطابه المفكك المبعثر، وعباراته ولوازمه المثيرة للضحك والسخرية، أننا سوف نرى مصر على أحسن حال (بكره تشوفوا مصر).
وقد نظرنا (وشفنا) فلم نر إلا ما يسوء ويحزن، ولم نعد نستيقظ صبيحة كل يوم إلا على مصيبة أو فاجعة تنزل بالعباد والبلاد، ما بين حوادث مروعة، وحرائق هائلة، ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وضنك المعيشة، وكآبة الحال، ومصرع الكبار والصغار، وطلاب المدارس والجامعات، فضلاً عن الظلم والعسف، والتضييق على الدعوة، والتمكين لعلمانيين حاقدين، وسفهاء ماجنين .
فمتى يستفيق أهل مصر، ويتوبون ويرجعون إلى ربهم، ويعلمون أن ما أصابهم من مصيبة فبما كسبت أيديهم، وأن سنن الله لا تتخلف ولا تحابي أحدًا، وأن العذاب إنما ينزل بالأمم والشعوب لتتضرع لربها، وتغير ما بها، وإلا فهو البلاء المبين، والمحنة العامة، والطوفان الكاسح.
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76].
وقال تعالى: {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} [الزخرف:48].
وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41].
وقال صلى الله عليه وسلم: « -أوْ قَالَ: الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ- » (صحيح الترمذي:2168).