(24) الدينُ بينَ نَشرِهِ ونَشرِه
جمال الباشا
قد يفشَلُ دعاةُ الحقّ في تسويقِ ما لديهم من الخير والهدى لأنَّهم يَعرضون بضاعَتَهم الرائعةَ بقوالبَ رديئةٍ، وأحيانًا منفّرَةٍ، بدَلَ أن تُقرّبَ البعيدَ تُبعدُ القريب.
- التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة - طلب العلم -
لكي ينشُرَ الداعيةُ دينَ اللهِ بينَ الناسِ ويكونَ لدعوته أثرٌ إيجابيٌّ، يحتاجُ إلى أمرَين أساسيَّين:
الأول: معرفةٌ جليَّةٌ بما يدعو إليه، وهي البصيرةُ التي تتولَّدُ من تزاوجِ العلم بالصدق.
الثاني: الأسلوبُ الدعويُّ الراقي الذي يتولَّدُ من تزاوج الرحمَةِ بالذَّوق.
الأول يُمثِّلُ جَوهَرَ المادَّةِ المعروضَة، والثاني يُمثِّلُ الطبَقَ الذي تُقدَّمُ فيه للمدعوّ ليقبَلها، أو يرُدَّها.
قد ينجَحُ دعاةُ الباطِلِ في الترويج لباطلهم لِحُسنِ اختيارهِم الأطباقَ المُنمَّقةَ الجاذِبةَ للزبائن..
وقد يفشَلُ دعاةُ الحقّ في تسويقِ ما لديهم من الخير والهدى لأنَّهم يَعرضون بضاعَتَهم الرائعةَ بقوالبَ رديئةٍ، وأحيانًا منفّرَةٍ، بدَلَ أن تُقرّبَ البعيدَ تُبعدُ القريب.
ويخدَعون أنفسَهم بقولهم: الهدايةُ بيد الله.. إنك لا تهدي من أحببتَ!
حقًا! وإنَّ منكم مُنَفّرين، بدَلَ أن يقوموا بنَشر الدين يقومونَ بنَشره.