غابة الحياة
أبيات من الشعر الحر حول ثورة النفس برغبة منها لامتلاك كل ما هو جميل وكثير، ثم عودة صفاء ترجعها لقناعتها..
- التصنيفات: الشعر والأدب -
- يستحيل على الإنسان أن يثبت نفسه بغروره، بَيْدَ أنه يستطيع -وبسهولة- أن يثبت نفسه وذاته وأهدافه بتواضعه الجم الرفيع.
حفرت على جذوع أشجار غابة الحياة
ثمة حروف
ترمز لاسمي
لأعلن أن تلك المساحات الشاسعة جدًا
ملك لي .. لا لغيري
وبقيت أفكر!
ماذا لو قطّعت الفؤوس
أحشاء أشجاري؟
لأفكر بطريقة مجدية ومضمونة أكثر
أخذت عودًا يابسًا
وخططت به على الرمال، نفس تلكم الحروف
فعلت ذلك عشرات المرات
وفجأة!
هب هواء بارد
ليلفح وجنتي
ويطمس حروفي
ثم يكسر كبريائي
تسمرت في مكاني
كيف لي أن أثبت أن تلك المساحات ملكٌ لي؟
رفعت رأسي إلى السماء
وقلبت بصري
ثمة أفكار خالجتني
رأيت أسرابًا من طيور
تملأ الأفق
وألوانًا من غيوم
وحُمرةَ شفق
أحسست أن تلك الغيوم
وهذه الطيور تنظر إليَّ
وتسحق غروري وكبريائي
ثم تتساءل:
لماذا كل هذه المساحات؟!
ومن أنتِ حتى تحتلين الجزء الأكبر؟!
من غابة الحياة؟!
نظرت حينها إلى نفسي
إلى كياني
إلى ذاتي
فوجدتهم يذوبون في بحار التواضع
سرني ذلك كثيرًا
وشعرت براحة عجيبة!
أخذت بعدها سياجًا صغيرًا
وصنعت به دائرة
ذات قطر صغير جدًا
ثم صرخت
"من تواضع لله رفعه الله"
لأسمع صدى صرختي يتردد
وأرى سياجي يتمدد
ثم يتمدد...
ثم يتمدد...
ثم يتمدد...
بدور بنت محمد