الثقة بالله
قصة صغيرة نرى فيها كيف ينبثق الفجر من قلب الليل وظلمته.. وكيف ييسر لنا مولانا أمورالكون لما فيه كل الخير لنا.. فلنرضى بما قسمه الله لنا ولنقبل أقدارنا بابتسامه..
أجمل ما يمكن للمرء أن يتمتع به.. خير عظيم لربما غفلنا عنه أحيانًا في ضجيج الحياة.. وأطلقنا العنان لأفكارنا وأنفسنا بالانقياد خلف أحاسيسنا وأحلامنا.. ونسينا أن أمر المؤمن كله له خير إن أصابته سرّاء شكر فكان له خير وإن أصابته ضرّاء صبر فكان له خير ..
قصة صغيرة نرى فيها كيف ينبثق الفجر من قلب الليل وظلمته.. وكيف ييسر لنا مولانا أمورالكون لما فيه كل الخير لنا.. فلنرضى بما قسمه الله لنا ولنقبل أقدارنا بابتسامه..
هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب.. منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقته على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة.. ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة، وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.. مرّت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب ويشرب من جدول مياه قريب وينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر - ليحتمى فيه من برد الليل وحرِّ النهار. وذات يوم أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلًا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة ولكنه عندما عاد فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها فأخذ يصرخ: لماذا يا رب؟!
حتى الكوخ احترق لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا وأنا غريب في هذا المكان والآن أيضًا يحترق الكوخ الذي أنام فيه؛ لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتي عليَّ؟!
ونام الرجل من الحزن وهو جائع ولكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره؛ إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتنزل منها قاربًا صغيرًا لإنقاذه، أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه؟ فأجابوه: لقد رأينا دخانًا فعرفنا إن شخصًا ما يطلب الإنقاذ، فسبحان من علِم بحاله وقدر مكانه.. سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم..
إذا ساءت ظروفك فلا تخف.. فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به، وعندما يحترق كوخك.. إعلم أن الله يسعى لانقاذك.
فلا تحزن من المحنة تأتي المنح.. {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:6].
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
- التصنيف:
مصفطي المصري
منذ