(3) قواده -صلى الله عليه وسلم- في الغزوات والسرايا
سمي المؤرخون ما خرج فيه النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة، حارب فيها أم لم يحارب، وما خرج فيها أحد قادته سرية. والذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يعقد لهم الألوية ويرسلهم في السرايا هم كثير من الصحابة رضي الله عنهم.\
- التصنيفات: السيرة النبوية - سير الصحابة -
سمي المؤرخون ما خرج فيه النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوة، حارب فيها أم لم يحارب، وما خرج فيها أحد قادته سرية. والذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يعقد لهم الألوية ويرسلهم في السرايا هم كثير من الصحابة رضي الله عنهم:
1. حمزة بن عبد المطلب:
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، أبو عمارة عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل: بأربع، أسلم في السنة الثانية من البعثة، ولازم نصر النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجر معه وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة، وشهد بدراً، وأبلى في ذلك وقتل شبية بن ربيعة وشارك في قتل عتبة بن ربيعة، أو العكس، وعقد له الرسول صلى الله عليه وسلم لواءً وأرسله في سرية سيف البحر في رمضان سنة 1هـ فكان ذلك أول لواء عقد في الإسلام، واستشهد بأحد، ولقبه الرسول صلى الله عليه وسلم أسد الله وسماه سيد الشهداء ويقال: إنه قبل أن يقتل بأحد قتل أكثر من ثلاثين نفساً (أسد الغابة [1/228-232]، سير أعلام النبلاء [1/171]، الإصابة [1/286]).
2. عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب:
أمره الرسول صلى الله عليه وسلم في سرية رابغ في شوال سنة 1هـ، كان أحد السابقين الأولين. وهو أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخواه الطفيل وحصين، وكان كبير المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي بارز رأس المشركين يوم بدر مختلفاً ضربتين فأثبت كل منهما الآخر وشد علي وحمزة على عتبة، فقتلاه واحتملا عبيدة وبه رمق ثم توفي بالصفراء (هي فوق ينبع مما يلي المدينة) في العشر الأخير من رمضان سنة 2هـ (السير للذهبي [1/256]، أسد الغابة [3/449-450]، الإصابة [3/368]).
3. عبد الله بن جحش الأسدي:
أمره النبي صلى الله عليه وسلم في سيرة نخلة في رجب سنة 2هـ. يكنى أبا محمد، أمه أميمة بنت عبد المطلب عمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر الهجرتين إلى أرض الحبشة، وهاجر إلى المدينة بأهله وأخيه ثم شهد بدراً، وقتل يوم أحد دعا الله أن يقتل شهيداً فقبل الله دعوته (أسد الغابة [3/90]، الإصابة [3/34-35]).
4. مصعب بن عمير:
دفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادمة العامة يوم بدر.
5. زيد بن حارثة:
كان على سرية أرسلها الرسول إلى قافلة لقريش على رأسها صفون بن أمية، فاستولوا على القافلة وفر صفوان ومن معه (ابن هشام [2/50-51]).
6. أبو سلمة المخزومي:
أمره في سرية توجهت إلى بني أسد بعد أحد، وكانت في محرم سنة 4هـ. اسمه عبد الله بن عبد الأسد، أمه برة بنت عبد المطلب، فهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم كان قديم الإسلام، هاجر إلى أرض الحبشة معه امرأته، ثم عاد وهاجر إلى المدينة، وشهد بدراً وأحداً وجرح بها جرحاً اندمل، أرسله الرسول على سرية إلى بني أسد عندما سمع تجمعهم وإرادتهم الإغارة على المدينة. فهجم عليهم أبو سلمة فتشتتوا فعاد إلى المدينة ونقض جرحه الذي جرحه بأحد فمات (أسد الغابة [5/152]، زاد المعاد [2/108]).
7. عبد الله بن أنيس:
أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهذلي ليقضي عليه، وذلك في 5 محرم سنة 4هـ. عبد الله بن أنيس الجهني الأنصاري أبو يحيى، شهد العقبة وما بعدها، وكان أحد من يكسر الأصنام في بني سلمة، وهو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر، وقال يا رسول الله: إني شاسعُ الدار فمرني بليلة أنزل لها، فقال: ( «أ » (أبو داود، وصححه الألباني انظر صحيح أبي داود [1231]). وكان حليف لبنى سلمة توفي سنة 54هـ (أسد الغابة [3/75]، الإصابة [3/15-16]، الاستيعاب مع الإصابة [3/109-110]).
8. علي بن أبي طالب:
أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره، أول الناس إسلاماً بعد خديجة، ولد بمكة وربَّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه، وكان حامل اللواء في كثير من المشاهد، ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال له: « » (صحيح/ مسند أحمد [3/329])، ولي الخلافة بعد مقتل عثمان سنة 35هـ، وكان من أكابر الخطباء الفصحاء والعلماء القضاة، استشهد غيلة في مؤامرة 17 رمضان المشهورة سنة 40هـ (طبقات ابن سعد [2/337-340]، [3/19-40]، سيرة ابن هشام [2/92،95،111،124]، أسد الغابة [4/16]، الإصابة [2/507]).
9. محمد بن مسلمة:
أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم- مع ثلاثين راكباً إلى القرطا، وكانت في 10 محرم سنة 6هـ.
10. عكاشة بن محصن:
أرسله إلى الغمر في ربيع الأول أو الآخر سنة 6هـ. هو أبو محصن الأسدي حليف قريش، من السابقين الأولين البدريين أهل الجنة، استعمله الرسول على سرية الغمر فلم يلقو كيداً، وكان من أجمل الرجال رضي الله عنه، وقد أبلى عكاشة يوم بدر بلاءً حسناً وانكسر سيفه في يده فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عرجوناً من نخل أوعوداً فعاد بإذن الله في يده سيفاً، فقاتل به وشهد به المشاهد. قتل ببزاحة في خلافة أبي بكر الصديق وكان في سنة إحدى عشرة، قتله طليحة الأسدي الذي ارتد، ثم أسلم وحسن إسلامه (أسد الغابة [3/564-565]، سير أعلام النبلاء [1/307]).
11. أبو عبيدة بن الجراح:
عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال الفهري القرشي، صحابي جليل من السابقين الأولين، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقائد، لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة، شهد المشاهد كلها، وولاه عمر قيادة الجيش الزاحف على الشام خلفاً لخالد بن الوليد، فتم له فتحها، وبلغ الفرات شرقاً وآسية الصغرى شمالاً، وكان رقيقاً متواضعاً، وقد مات سنة 18هـ في طاعون عمواس بين الرملة وبيت المقدس وله ثمان وخمسون سنة (طبقات ابن سعد [3/409-415]، حلية الأولياء [1/100]، أسد الغابة [3/24-25]، سير أعلام النبلاء [1/5-23]، الإصابة [4/11]، تهذيب التهذيب [5/73]، الاستيعاب [2/792-795]).
12. عبد الرحمن بن عوف الزهري:
أبو محمد القرشي، صحابي جليل أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى بعد عمر، أسلم قبل دخول دار الأرقم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً وسائر المشاهد. كان اسمه (عبد الكعبة) فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، كان موسراً ويحترف التجارة، وكان كريماً جواداً شجاعاً. توفي بالمدينة سنة 32هـ (طبقات ابن سعد [3/124-136]، حلية الأولياء [1/98]، أسد الغابة [3/480]، سير أعلام النبلاء [1/68] الإصابة [4/176]، الاستيعاب [2/844]).
13. سعد بن أبي وقاص:
مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري أبو إسحاق، صحابي جليل أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أهل الشورى، ومن السابقين الأولين للإسلام، وأول من رمي بسهم في الإسلام شهد بدراً ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحد، وحضر معه المشاهد كلها، افتتح القادسية، ونزل الكوفة فجعلها خططاً لقبائل العرب، ابتنى بها داراً فكثرت الدور فيها، وظل والياً عليها مدة خلافة عمر وأقره عثمان زمناً ثم عزله فعاد إلى المدينة، حيث توفي فيها وقد فقد بصرة، ودفن بقصر العقيف خارج المدينة وهناك خلاف في سنة وفاته ولعل الأقرب في 55هـ (طبقات ابن سعد [3/139-148]، حلية الأولياء [1/92-95]، أسد الغابة [2/366]، الاستيعاب [2/606]، سير أعلام النبلاء [1/92-124]، تهذيب التهذيب [3/483]).
14. أبي بكر الصديق:
عبد الله بن أبي قحافة (عثمان) بن عامر بن كعب، التيمي القرشي، يكنى أبا بكر، أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال، وكان رفيق رسالته وجهاده وثاني اثنين إذ هما في الغار، وهو أبو زوجته (عائشة) وخليفته من بعده، وله مناقب جمة، ولد بمكة ومات بالمدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة 13هـ (طبقات ابن سعد [2/224-228] [3/169-214]، سيرة ابن هشام [1/267،340،394 و 2/92،97،187،220،267 و4/299]، الإصابة [2/341]، البداية والنهاية [5/231-254] [7/2-18]، ومن الدراسات الحديثة انظر (أبوبكر الصديق) للشيخ على الطنطاوي، وللدكتورمحمد حسين هيكل، الدكتورعلي الصلابي، وعبقرية الصديق للعقاد).
15. كرز بن جابر الفهري، أرسله إلى العرنيين.
أسلم بعد الهجرة، قال ابن إسحاق: "أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه، حتى بلغ وادياً يقال له "سفوان" ففاته كرز وهذه هي غزة بدر الأولى، ثم أسلم كرز وحسن إسلامه، وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش الذين بعثهم في أثر العرنيين الذين قتلوا راعيه، وقتل كرز يوم الفتح وذلك سنة ثمان من الهجرة" (أسد الغابة [4/168-169]، الإصابة [8/279-280]).
16. سلمة بن الأكوع:
واسم الأكوع سنان بن عبد الله، أبو عامر وأبو مسلم، وقيل اسمه سلمة بن عمرو بن الأكوع، وكان ممن بايع تحت الشجرة مرتين وسكن المدينة ثم انتقل فسكن الربذة، وكان شجاعاً رامياً محسناً خيراً فاضلاً، وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح ابن حبان [7175])، مسلم قاله في غزوة ذي قَرَد ماء على ليلتين من المدينة، بينها وبين خيبر لما استنفذ لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروي عنه أنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، وغزا مع رسول الله سبع غزوات، وقال ابنه أياس ما كذب أبي قط، توفي سنة 74هـ بالمدينة وقيل: سنة 64، وكان يصفر لحيته ورأسه (السير للذهبي [3/326-331]، أسد الغابة [2/271-272]).
17. سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي:
يكنى أبا ثابت وقيل: أبو قيس، وكان نقيب بني ساعدة يوم العقبة وشهد بدراً وقيل: لم يشهدها، وكان سيداً شريفاً جواداً، وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان يبعث إليه كل يوم جفنة من ثريد اللحم أو غيره، فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه وكان غيور شديد الغيرة، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم طمع في الخلافة وبايع الناس أبابكر وعدلوا عن سعد، وسار سعد إلى الشام فأقام به بحوران كورة واسعة من أعمال دمشق. مات سنة 15هـ وقيل: 14هـ. ولم يختلفوا أنه وجد ميتاً على مغتسلة وقد أخضر جسده (انظر سير أعلام النبلاء [1/270-279]، أسد الغابة [2/205-207]).
18. أبان بن سعيد:
هو أبان بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، يكنى بأبي الوليد، أسلم بعد الحديبية على الصحيح، وكان تاجراً موسراً سافر إلى الشام وهو الذي أجار ابن عمه عثمان بن عفان يوم الحديبية حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى مكة، وهاجر إلى المدينة، وذلك أن أخويه خالداً وعمراً لما قدما من هجرة الحبشة إلى المدينة بعثا إليه يدعوانه إلى الله تعالى، فبادر وقدم المدينة مسلماً، وقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع على البحرين، ثم استشهد هو وأخوه خالد يوم أجنادين سنة 13هـ (سير أعلام النبلاء [1/261] أسد الغابة [1/46] الإصابة [1/15،16]).
19. عمر بن الخطاب:
أبو حفص الفاروق ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين، الصحابي العظيم الشجاع، الحازم الحكيم العادل، صاحب الفتوحات.
كان في الجاهلية من أبطال قريش، وله السفارة فيهم، أسلم قبل الهجرة بخمس سنين، وبإسلامه اعتز المسلمون، وكانت له تجارة بين الشام والحجاز، بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر سنة 13هـ، بعهد منه، وأخباره ومواقفه وعظمته معروفة مشهورة، قتله غيلة أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة، فعاش ثلاث ليال أوصى فيها بشورى الستة، توفي في سنة 23هـ (انظر طبقات ابن سعد [3/265-275]، طبقات خليفة بن خياط [1/48]، الطبري [1/187-217]، أسد الغابة [3/642-678] الإصابة [7/74-76]).
20. غالب بن عبد الله الليثي:
أمره على سرية إلى بني الملوح بقديد في أول ربيع سنة 7هـ بعثه رسول الله عام الفتح ليسهل لهم الطريق، وسيره رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فيها ستين راكباً إلى بني الملوح وهم بطن من يعمر الشَّدَّاخ الليثي بالكديد وأمره أن يغير عليهم، فلما كانوا بقديد لقيهم حارث بن مالك بن برصاء الليثي فأخذوه، فقال: إنما جئته مسلماً، فقال غالب: "إن كنت صادقاً فلن يضرك رباط ليلة، وإن كنت على غير ذلك استوثقنا منك" (أسد الغابة [3/36]، الإصابة [8/51-52]).
21. بشير بن سعد الأنصاري:
أرسله إلى بني مرة بناحية فدك في شعبان سنة 7هـ، وبشير أنصاري خزرجي، يكنى أبا النعمان، شهد العقبة الثانية وبدراً وأحداً والمشاهد بعدها، ويقال: إنه أول من بايع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يوم السقيفة من الأنصار، وقتل يوم عين التمر، مع خالد بن الوليد، بعد انصرافه من اليمامة سنة 12هـ (أسد الغابة [1/231]، الاستيعاب مع الإصابة [2/12-13]).
22. عبد الله بن رواحة:
اسمه: عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك الأنصاري الخزرجي، يكنى بأبي محمد، وقيل: أبا رواحة، وقيل: أبا عمر. وكان شاعراً كبيراً حاضر البديهة سريع القول للشعر. أسلم قبل بيعة العقبة مع رجالٍ من بني قومه، وشهد بيعة العقبة، وكان نقيب بني الحارث بن الخزرج ليلة العقبة. آخى الرسول بينه وبين المقداد. شهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر وعمرة القضاء والمشاهد كلها وكان أميراً في غزوة مؤتة التي أكرمه الله فيها بالشهادة سنة 8هـ (ابن هشام [2/373]، الروض الأنف [2/258]، أسد الغابة [3/234]، سير أعلام النبلاء [1/230]، تهذيب التهذيب [5/212]).
23. أبي حدرد الأسلمي:
كان في سرية إلى الغابة سنة 7هـ، قيل اسمه: سلامة بن عمير قال: علي بن المديني اسمه عتبة، وله صحبة وهو والد أم الدرداء: خيرة زوجة أبي الدرداء، يعد في أهل الحجاز توفي سنة 71هـ (أسد الغابة [5/69-70]، [2/261]).
24. ابن أبي العوجاء:
وكان على سرية بعثها الرسول إلى بني سليم، وكانت في ذي الحجة سنة 7هـ. وفي تلك السرية قتلوا جميعاً. واسمه الأخرم ابن أبي العوجاء (أسد الغابة [5/234]، [1/35]).
25. كعب بن عمير الأنصاري:
كان أميراً على سرية إلى بني قضاعة، وكانت في ربيع الأول سنة 8هـ وهو من كبار الصحابة، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة أميراً على السرايا، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذات أطلاح من أرض الشام فأصيبت أصحابه، ونجا هو جريحاً، قتلتهم قضاعة، وقيل: إنه قتل يومئذ (أسد الغابة [4/185]، الإصابة [8/301-302]).
26. شجاع بن وهب الأسدي:
وكان على سرية ذات عرق إلى بني هوازن وكانت في ربيع الأول سنة 8هـ، وشجاع يكنى أبا وهب، حليف لبني عبد شمس، أسلم قديماً، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وعاد إلى مكة لما بلغهم أن أهل مكة أسلموا، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد بدراً هو وأخوه عقبة، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول الله بينه وبين ابن حولي وأرسله رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر الغساني وإلى جبلة بن الأيهم الغساني. وسنشهد يوم اليمامة، وهو ابن بضع وأربعين سنة (أسد الغابة [2/353]، الإصابة [5/50]).
27. جعفر بن أبي طالب:
أبو عبد الله ابن عم رسول الله، أخو علي بن أبي طالب وهو أكبر منه بعشر سنين، أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم، وهاجر الهجرتين وحين عاد وافي المسلمين وهم على خيبر ففرح النبي بعوده كثيراً، ثم كان أحد القواد الشهداء في وقعة مؤتة بناحية الكرك، فحزن عليه النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون حزناً شديداً، وذكر رسول الله أنه عوض بجناحين في الجنة فسمي بجعفر الطيار، وكان يقول له النبي: "إنه شبيه بِخلْقِه وخُلُقِه" والحديث في البخاري بلفظ: « » ، توفي سنة 8هـ (طبقات ابن سعد [3/34-41] طبقات خليفة [1/11،14]، أسد الغابة [1/341]، سير أعلام النبلاء [1/205-218]، الإصابة [2/85]).
28. عمرو بن العاص القرشي السهمي:
صحابي جليل، داهية قريش ومن يضرب به المثل في الفطنة والدهاء والحزم، أسلم عام الحديبية مع خالد بن الوليد، وكان فاتح مصر وواليها، وكان مع معاوية رضي الله عنهم عند وقعة صفين، وأخباره كثيرة مشهورة توفي سنة 42هـ وقيل: 43هـ (طبقات ابن سعد [4/261، 7/493]، الطبري [4/558]، سير أعلام النبلاء [3/54]، تهذيب التهذيب [8/56]، البداية والنهاية [4/236]، أسد الغابة [3/741]، الإصابة [7/122]).
29. أبي قتادة:
وكان أميراً على سرية إلى حضرة، وكانت في شهر شعبان سنة 8هـ. أبو قتادة بن ربعي الأنصاري اختلف في اسمه، والمشهور أن اسمه الحارث وجزم الواقدي وابن القداح وابن الكلبي بأن اسمه النعمان، وقيل: عمرو، اختلف في شهوده بدراً، وشهد أحداً وما بعدها. وكان يقال له فارس رسول الله، توفي بالكوفة في خلافة علي بعد أن شهد معه مشاهده وقيل: ولاه على مكة (انظر الإصابة [4/158-159]).
30. خالد بن الوليد:
أبو سليمان المخزومي سيف الله وسيف الرسول صلى الله عليه وسلم، وابن أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث أسلم بعد الحديبية، شهد مؤتة، وتأمر في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وحارب أهل الردة ومسيلمة وغزا العراق وستظهر، وشهد حروب الشام، ومناقبه غريرة، أمر الصديق على سائر أمر الأجناد، وحاصر دمشق ففتحها مع أبي عبيدة، عاش ستين سنة، وتوفي بحمص سنة 21هـ (سير أعلام النبلاء [1/366-367]، أسد الغابة [1/586،589]، طبقات ابن سعد [4/252] ابن هشام [2/276] البداية والنهاية [7/113]).
31. الزبير بن العوام:
الأسدي القرشي أبو عبد الله، الصحابي المشهور الشجاع، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأول من سل سيفاً في الإسلام، ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وحواريه أسلم صغيراً، وشهد بدراً واحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعله عمر في رجال الشورى للخلافة بعده، وكان موسراً كثير التجارة، خرج لمحاربة علي في يوم الجمل لكنه اعتزل الحرب، وقتله ابن جرموز غيله بوادي السباع على مقربة من البصرة سنة 36هـ (ابن هشام [2/289، 3/47، 4/204،210]، طبقات ابن سعد [3/105-113]، سير أعلام النبلاء [1/41]، تهذيب التهذيب [3/318]، الإصابة [4/47]).
32. قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي:
يكنى أبا الفضل وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو عبد الملك، وكان من فضلاء الصحابة وأحد دهات العرب وكرمائهم، وكان من ذوي الرأي الصائب والمكيدة في الحرب، مع النجدة والشجاعة، وكان شريف قومه غير مدافع ومن بيت سيادتهم، وكان قيس بن عبادة من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، وكان يحمل راية الأنصار مع النبي صلى الله عليه وسلم، وصحب علياً لما بويع له بالخلافة وشهد معه حروبه، وقيس شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الراية من أبيه فدفعها له. مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة سنة 59هـ وقيل: 60هـ (أسد الغابة [4/124-127]، الإصابة [7/188-189]).
33. سعد بن زيد الأشهلي:
أرسله الرسول في عشرين فارساً إلى مناة، قال الواحدي: شهد العقبة، وقال غيره: شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخى الرسول بينه وبين عمرو بن سراقة، وذكر أنه الذي هدم المنار الذي كان بالمشلل، وأنه الذي بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم- بسبايا من بني قريظة فاشترى بها من نجد نخيلاً وسلاحاً (أسد الغابة [2/199-200]، الإصابة [4/147-148]) .
34. أبو عامر الأشعري:
اسمه عبيد بن سليم بن حضار الأشعري، كان من كبار الصحابة، بعثه رسول الله في آثار من توجه إلى أوطاس فأدرك من الناس بعض من انهزم فناوشوه القتال، فرمي بسهم فقتل فأخذ الراية أبو موسى الأشعري ففتح عليه فهزمهم، واستغفر له الرسول بعد موته (أسد الغابة [5/186-188]).
35. عيينة بن حصن الفزاري:
أسلم بعد الفتح وقيل قبله، وشهد حنيناً أو الطائف وكان من المؤلفة قلوبهم، ومن الأعراب الجفاة، وكان ممن ارتد وتبع طليحة الأسدي وقاتل معه فأخذ أسيراً إلى أبي بكر فأسلم فأطلقه أبوبكر، وتزوج عثمان ابنته وهو عم الحر بن قيس، وكان الحر رجلاً صالحاً من أهل القرآن له منزلة من عمر بن الخطاب (أسد الغابة [4/31]).
36. قطبة بن عامر بن حديدة الأنصاري الخزرجي السلمي:
يكنى أبا زيد، شهد العقبة الأولى والثانية، وشهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح، وجرح يوم أحد تسع جراحات، ورمي يوم بدر حجراً بين الصفين، وقال: "لا أفر حتى يفر الحجر"، توفي في خلافة عثمان وقيل: في خلافة عمر رضي الله عنهم (أسد الغابة [4/106]، الإصابة [5/163]).
37. علقمة بن مجزز المدلجي:
أحد عمال النبي صلى الله عليه وسلم على جيش، وبعثه عمر بن الخطاب في جيش على الحبشة فهلكوا كلهم، وقد استعمل على سرية عبد الله بن حذافة السهمي، وكانت هذه السرية من الجيش الذي أمره الرسول عليه، وذكر أنه شهد اليرموك وحضر الجابية، وكان عاملاً لعمر على حرب فلسطين (أسد الغابة [3/584]، الإصابة [7/53-54]).
38. أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب:
أمه أم أيمن حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مولى رسول الله، وكان يسمى حب رسول الله، قال: ابن سعد ولد أسامة في الإسلام، ومات الرسول وله عشرون سنة، وقيل: ثمانية عشر سنة، وكان أمره الرسول على جيش عظيم، وأمره أن يسير إلى الشام ومات الرسول قبل أن يتوجه فأنفذه أبوبكر، وكان عمر يجله، ويكرمه وفضله في العطاء على ولده عبد الله، واعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في خلافة معاوية سنة 54هـ (أسد الغابة [1/79-81]، الإصابة [1/45]).
39. عبد الله بن حذافة السهمي:
يكنى أبا حذيفة، أسلم قديماً، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة، وقيل: إنه شهد بدراً، وشهد له الرسول أنه ابن حذافة، وأرسله الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام، فمزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمزق الله ملكه، أمره النبي صلى الله عليه وسلم على سرية فأمرهم حذافة السرية أن يوقدوا ناراً ويدخلوها فهموا أن يفعلوا ثم كفوا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: « » (متفق عليه)، ووجه عمر جيشاً إلى الروم وكان عبد الله بن حذافة بينهم فأسرته الروم، ثم أطلق، توفي بمصر في خلافة عمر بن الخطاب (أسد الغابة [3/107-108]، الإصابة [6/55-56]).
40. الضحاك بن سفيان الكلابي:
يكنى أبا سعيد: أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ينزل في بادية المدينة، وولاّه الرسول على من أسلم من قومه، وكتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها، وكان يقوم على رأس رسول الله متوشحاً سيفه، وكان من الشجعان الأبطال، يعد وحده بمائة فارس. عندما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فتح مكة أمره على بني سليم، واستعمله الرسول على سرية (أسد الغابة [2/429-430]، الإصابة [5/183-184]).
41. سالم بن عمير الأنصاري:
شهد بدراً وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد العقبة، وتوفي في خلافة معاوية وهو أحد البكائين. روى عطاء والضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: {لَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا۟ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا۟ مَا يُنفِقُونَ} [التوبة:92]، قال منهم: "سالم بن عمير أحد بني عمرو بن عوف" (أسد الغابة [2/159]، الإصابة [4/101]).
42. عاصم بن ثابت ابن أبي الأفلح:
وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، من السابقين الأولين من الأنصار، شهد بدراً، وهو حمي الدبر وقد بعثه الرسول في سرية عيناً وأمره عليهم، فانطلقوا حتى كانوا بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل وهم بني لحيان فتتبعتهم وأحاطوا بهم وقتل عاصم وسبعة نفر معه، وبقي خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة ورجل آخر فباعوهم. وأرسلت قريش يريدون رأسه فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر فحمتة من رسلهم فلم يقدروا على شيء منه، وفي الليل بعث الله مطراً فجاء سيل فحمله فلم يوجد، وكان قد عاهد الله أن لايمس مشرك ولا يمسه مشرك، فحماه الله (أسد الغابة [3/7-8]، الإصابة [5/267-268]).
43. عبد الله بن عتيك الأنصاري الخزرجي:
قال أبو عمر: أظنه شهد بدراً، ولم يخلتفوا أنه شهد أحداً، وهو الذي ولي قتل أبي رافع بن أبي الحقيقي بيده، وكان في بصره ضعف فنزل لما قتله من الدرج فسقط فوثئت رجله، أصابها وهن دون الخلع والكسر، واحتمله أصحابه فلما وصل إلى رسول الله مسح رجله، قال: "فكأني لم أشتكها قط"، ولما أقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب فقال: « » (حديث مرسل، السنن الكبرى للبيهقي [3/222])، قتل باليمامة شهيداً سنة 12هـ وقيل أنه شهد صفين (أسد الغابة [3/202-203]، الإصابة [6/154-155]).