العنوسة تزداد سبباً!
لا شك أنه قد تعددت مشكلات العنوسة، فكنا نتحدث سابقاً عن أهم أسبابها من مفاهيم بعض الأسر في ارتفاع المهور ومتعلقات الزواج، والضغط على ذلك الشاب المتقدم لابنتهم وعدم مراعاة أنه في بداية حياته فيطلبون منه الكثير فيعجز عن تلبية رغباتهم ما يدفعه للهروب من هذا الزواج!
رغم أن الزواج حلم كل فتاة، لكن هناك تلك الفتاة الجميلة التي اختارت أن تكون داخل قائمة العنوسة!
لا شك أنه قد تعددت مشكلات العنوسة، فكنا نتحدث سابقاً عن أهم أسبابها من مفاهيم بعض الأسر في ارتفاع المهور ومتعلقات الزواج، والضغط على ذلك الشاب المتقدم لابنتهم وعدم مراعاة أنه في بداية حياته فيطلبون منه الكثير فيعجز عن تلبية رغباتهم ما يدفعه للهروب من هذا الزواج!
أو الأفكار عند البعض... مثل لا تتزوج الغنية إلا من الغني، فترفض الأسرة كل من يتقدم لابنتهم لقلة ماله، ونسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» [رواه الترمذي وغيره]... حتى تكبر ابنتهم ويقل بعد ذلك خطابها بسبب كِبر سنها.
أو الأفكار عند بعض الآباء أنه لا ينبغي أن تتزوج الفتاة الصغيرة قبل أختها الكبيرة فيضيعون على هذه الفتاة سنين من عمرها ويكون مصيرها مثل أختها الكبيرة.
وما نجده عند بعض الفتيات من الطموح العلمي.. قد يكون سبباً في تأخيرهن عن الزواج بل وقد يعوق بعد ذلك أمر زواجهن.
أو ما وجدناه من بعض الفتيات من عدم احتشامهن في ملابسهن ومجاراة الغرب في سلوكهن حتى انتشرت ظاهرة ما يسمى بالصداقة بين الجنسين، ويرجع السبب في ذلك الى اختلاطهم في الجامعات والأماكن العامة والعمل والأسواق بأوضاع يرثي لها، مما تسبب في نفور الشباب من هؤلاء البنات، لأن الشاب لا يريد الاقتران بصاحبة هذه الأوضاع، ولا يوافق أن تحمل اسمه هذه النوعيات من البنات المتبرجات، فتكون المعرفة بينه وبين ذلك النوع فقط، لكن عندما يريد الزواج ينظر إلى الفتاة المحترمة ليضع لها اسمه، ثقة أنها ستحافظ عليه!
كل هذه الأمثلة مرت علينا كسبب من أسباب ظاهرة العنوسة، لكن السبب الذي زاد في القائمة لتزداد به قائمة العنوسة هي التي وضحته لنا تلك الفتاة التي اختارت ألا تتزوج رغم ما تتنعم به من الجمال الذي وهبه الله تعالى إياها!
وعندما عدنا لنسألها عن سبب رفضها للزواج أبدت رغبتها أنها تود أن تعيش وحيدة خيراً من العيش مع زوج يتزوج عليها مرة ثانية!!
فقد عاشت ورأت دموع أمها وآلامها بعد زواج أبيها بأخرى، ورأت ما حدث من تغير لأبيها بعد زواجه على أمها ما جعلها تخاف من أن تقدم على تجربة الزواج حتى لا تعاني ما تعانيه أمها.
لا نقول في التعدد شيء سلبي، فقد ذكره الله تعالى في كتابه وأحله للرجال لكن الله سبحانه وتعالى قال: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} [النساء: من الآية 3]، فجعل العدل أساساً للتعدد، لكن المشكلة فيما يحصل في التعدد هذا الزمان أن الزوج عندما يتزوج على زوجته يميل اليها تماماً، ويحب المكوث عند الزوجة الثانية بشكل دائم، مع إهمال البيت الأول والإضرار به!
مما يجعل الزوجة الأولى في نار من هذا التغيير، ما يدفعها للشجار والثورة عليه من وقت لآخر ذلك الذي يجعل البيت دائماً مضطرباً فكانت النتيجة هذه المشكلات النفسية التي تعانيها تلك الفتاة وغيرها، فتغلغل الخوف داخلها من الزواج حتى لا تُكرّر تجربة أمها من جديد فاختارت أن تدخل قائمة العنوسة!!
لعل سبب هذه المشكلة عند الفتاة يعود للأبوين.
فالأب الذي اختار لنفسه التعدد عليه أن يعرف أن الله تعالى يعلم أنه لن يملك قلبه لو زاد حبه لزوجة دون الأخرى، لكن عليه ألا يظهر ذلك الحب والاهتمام أمام زوجته الأولى حتى لا يشعل الغيرة داخلها ويعكر صفو حياته وحياتها وحياة أولاده هكذا.
أيضاً عليه بعد الزواج بأخرى أن يهتم بأولاده من زوجته الأولى، وليس الاهتمام فقط هو توفير الطعام والشراب والملبس، لكن يهتم بهم معنوياً بأن يقدم لهم ألوان العطف والحنان والحب بكل طريقة حتى لا يسقط من نظرهم كقدوة تعلموا منها في صغرهم.
أما الأم فقد اشتركت مع الأب في هذه المشكلة حيث كانت تظهر أمام اولادها دائماً الصراخ والبكاء وأنها المظلومة، عليها أن تعلم أن ذلك تقدير الله تعالى لها، فلا داع لإظهار كل ذلك أمام أطفالها وأولادها وبناتها.
وكان ينبغي على الزوجين معالجة المشكلات بعيداً عن أنظار أولادهم حتى تستقر الحياة داخل البيت.
أميمة الجابر
- التصنيف:
- المصدر: