بين فكر الحركة وحركة الفكر
الفكر والحركة وجهان لعملة واحدة، ففكر بلا حركة لا يصنع نهضة أبداً، وحركة بلا فكر لن تبني نظاماً أبداً، وقد أثبت التاريخ أنّ كلّ حركة تحضّر في بدايتها أو إعادتها تتوقّف على نفير داخلي ينبعث من كل فرد في الأمة يندفع به في تجنيد قواه النفسية والفكرية والعضلية في سبيل تحقيق البناء الحضاري المنشود، حين ينفصل الفكر عن الحركة فاعلم أنك في مرحلة الهبوط الحضاري وبداية الانحطاط.
- التصنيفات: مذاهب فكرية معاصرة -
حين تتوقف حركة الفكر ينشط الاستيراد والتقليد، الماركات المقلدة هي السلع الرائجة في أزمنة توقف الفكر، وحين يدمن العقل التقليد فسيتشجع كل بليد لأن الحركة لن يحكمها عقل ولا منطق بل ستكون تجارة زائفة لأن أساس معاملاتها عملات مزورة وحسابات دون رصيد.
الفكر والحركة وجهان لعملة واحدة، ففكر بلا حركة لا يصنع نهضة أبداً، وحركة بلا فكر لن تبني نظاماً أبداً، وقد أثبت التاريخ أنّ كلّ حركة تحضّر في بدايتها أو إعادتها تتوقّف على نفير داخلي ينبعث من كل فرد في الأمة يندفع به في تجنيد قواه النفسية والفكرية والعضلية في سبيل تحقيق البناء الحضاري المنشود، حين ينفصل الفكر عن الحركة فاعلم أنك في مرحلة الهبوط الحضاري وبداية الانحطاط.
حين تفقد الحركة الضابط الذي يضبط حركتها ويوجهه فلن يكون هناك إنتاج بقدر ما تصبح حركاتها ردود أفعال يفرضها الواقع وتغذيها المصالح وستبنى على مبدأ "الولاء قبل الكفاءة"، ومبدأ إبعاد من يستحق لحساب من يوالي ويموت الإبداع ويرضى كل قائد بغنيمته من الاتباع!
إن الواقع الذي يفرض نفسه على الحركات الإسلامية هو دفع عجلة الفكر لتتحرك وبها يتحرك الإبداع وتتولد الأفكار ويحدث التغيير المنشود، فإذا ما تكلمنا عن الفكر تأول البعض ما نقول من كلام بدعوة إلى التنظير وصناعة المنظرين والتحجج بأنهم ما عند الحركات من منظرين يكفي ويزيد، وفي هذا الكلام فجوة كبيرة وإجحاف ذلك أن الافتقار إلى المنظرين هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه زيادة على أننا نقصد بحركة الفكر فكر التحليل والتركيب والتقديم والتأخير ومعرفة الجزئيات من الكليات والمشكلات واقتراح الحلول والبدائل، هذا الفكر هو الذي يحدد مبررات اختيار الطريق، وغيابه يجعل من السائرين فيه يهتمون بالأحذية أكثر من اهتمامهم بالطريق.
وفي ذلك يقول الدكتور الرسيوني "إن حركة الفكر إذا فرضت عليها الطاعة والانضباط فقد حكم عليها بالجمود والانحطاط".