بستان الحب!
حنان لاشين
الثراء نعمة، والمال خير، هذا ما كانت تعلّمته حبيبتنا يقينًا وهي تتجوّل في حديقة بيتها الكبيرة، تسير بتؤدةٍ وحولها الصغار بضحكاتهم البريئة وهم يتنقلون في البستان والتي أسعدت قلبها فتبسمت وأشارت إليهم، كانت تراقب الثمار وهي تتدلي من الأشجار كالآليء الثمينة، لوحة ربانية أبدعها الخالق سبحانه تُجبِرك روعتها أن تقول سبحان الله!
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - الحث على الطاعات - سير الصحابة -
الثراء نعمة، والمال خير، هذا ما كانت تعلّمته حبيبتنا يقينًا وهي تتجوّل في حديقة بيتها الكبيرة، تسير بتؤدةٍ وحولها الصغار بضحكاتهم البريئة وهم يتنقلون في البستان والتي أسعدت قلبها فتبسمت وأشارت إليهم، كانت تراقب الثمار وهي تتدلي من الأشجار كالآليء الثمينة، لوحة ربانية أبدعها الخالق سبحانه تُجبِرك روعتها أن تقول سبحان الله!
مدّت يدها وقطفت ثمرة... واستمتعت عيناها قبل لسانها فحمدت الله يمر النهار وزوجها يغيب لكن السعادة لا تغيب أبدًا عن الدار، وحتى قلبها الصغير أصبح يتسع بالحب ويتمدّد ليسع الجميع كما يسع هذا البستان مئات من النخلات التي يطمع كل تجار المدينة في تمورها الرائعة ويتحدّثون عن روعة هذا البستان والقصر وكل ما حوله لقد أحبت حقًا هذا البستان كثيرًا.
(روى أحمد، وابن حبان، والحاكم، وصحَحه الحاكم، ووافقه الذهبي) عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رجلًا قال: يا رسول الله! إن لفلانٍ نخلة وأنا أُقيم حائطي بها؛ فمره أن يعطيني أقيم حائطي بها. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: « »، فأبى. وأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلك بحائطي. قال: ففعل، قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني قد ابتعت النخلة بحائطي فجعلها له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « »، مِرارًا فأتى امرأته فقال: يا أم الدحداح! اخرجي من الحائط فإني بعته بنخلةٍ في الجنة، فقالت: قد ربحت البيع أو كلمة نحوها".
وخرجت حبيبتنا من بستان الدنيا وانتقلت لجنات الآخرة فيا لها من صفقةٍ ناجحة ويا لها من زوجةٍ راضية، أعانت زوجها على عملٍ لوجه الله ولم تلمه على قراره، وحتى إن كان قلبها مُعلّق بالبستان.
فاخرجي حبيبتي من بساتين الدنيا مهما كانت فاتنة وتصدّقي بشيءٍ تحبينه، وقدِّميه بين يدي الله بنفسٍ راضية وتقدّمي لبساتين الآخرة، وكوني مثلها.. كوني صحابية.