في نصف قرن
محمد قطب إبراهيم
وفي نصف قرن تغيرت الأمور تغيرا مريعا، حتى لكأن الأمة الأولى قد ذهبت، وجاءت بدلا منها أمة أخرى لا صلة بينها وبينها إلا تشابه الأسماء! وسرى الفساد الذي أطلقوا عليه اسم (النهضة) سريعا، كسريان السم في البدن الملدوغ. فلم تعد بنات الأسر الأرستقراطية وحدهن هن اللواتي يتعرين على الشاطئ، إنما صارت بنات الطبقة الوسطى، ورويدا رويدا وصلت العدوى للريف! وصارت العلاقات بين الأولاد والبنات- البريء منها وغير البريء- شيئا عاديا في المجتمع، بل أصبحت إحدى أصوله. وتفككت الأسرة ولم يعد سلطان عليها.
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
وفي نصف قرن تغيرت الأمور تغيرا مريعا، حتى لكأن الأمة الأولى قد ذهبت، وجاءت بدلا منها أمة أخرى لا صلة بينها وبينها إلا تشابه الأسماء! وسرى الفساد الذي أطلقوا عليه اسم (النهضة) سريعا، كسريان السم في البدن الملدوغ. فلم تعد بنات الأسر الأرستقراطية وحدهن هن اللواتي يتعرين على الشاطئ، إنما صارت بنات الطبقة الوسطى، ورويدا رويدا وصلت العدوى للريف! وصارت العلاقات بين الأولاد والبنات- البريء منها وغير البريء- شيئا عاديا في المجتمع، بل أصبحت إحدى أصوله. وتفككت الأسرة ولم يعد سلطان عليها، وصار للأولاد والبنات شأنهم الخاص الذي لا يجوز للوالدين أن يتدخلا فيه. وأصبح الدين عموما علامة الجمود والانغلاق، وعلامة التخلف عن ركب الحياة الحي المتحرك، وأصبح الثبات على أي شيء عيبا يعير به صاحبه، لأن الأصل في الأشياء هو التطور وليس الثبات!
في نصف قرن حدث هذا كله، ونسب إلى التطور وإلى النهضة، وإلى مواكبة العالم المتحضر، وإلى ثورة التكنولوجيا وثورة الاتصالات!