تصحيح مفهوم لا إله إلا الله
محمد قطب إبراهيم
وهذه الأمراض كلها، التي أفرغت الدين من محتواه الحي، وأفرغت لا إله إلا الله من شحنتها الفاعلة، كانت تستلزم البدء بتصحيح مفهوم لا إله إلا الله، وتربية قاعدة صلبة راسخة البناء، قبل التوجه إلى تجميع الجماهير!
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
وانفرج الطريق بين العمل للدنيا والعمل للآخرة، بعد أن كان طريقا واحدا أوله في الدنيا وآخره في الآخرة: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} [القصص: 77]. {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [الملك: 15]. فأهمل مجموع الأمة طريق الدنيا، من علم وقوة وتمكن في الأرض وعمارة لها وتحسين لأحوالها، وانصرفوا إلى ما ظنوا أنه يقربهم إلى الله، من حلقات الذكر وهيمان الوجد، بينما انصرف مجموعة من شرار الناس إلى الدنيا بمغرياتها، من أموال وبنين وزينة وزخرف وترف وتسلط على الناس، ونسوا البعث والنشور، والحساب والجزاء، فعاثوا فسادا في الأرض، والأمة في قبوعها السلبي لا تتعرض لهم بسوء!
وهذه الأمراض كلها، التي أفرغت الدين من محتواه الحي، وأفرغت لا إله إلا الله من شحنتها الفاعلة، كانت تستلزم البدء بتصحيح مفهوم لا إله إلا الله، وتربية قاعدة صلبة راسخة البناء، قبل التوجه إلى تجميع الجماهير!