كيف ندعو الناس - بوادر المخاطر!

منذ 2014-11-24

ولكن هذه الجماهير التي جاءت بهذه السهولة ذهبت بالسهولة ذاتها حين بدت في الأفق بوادر المخاطر! ذهبت ولم تعد! فما كان في تقديرها قط أن حضورها واستماعها سيعرضها لأية مخاطر، ولا كانت مستعدة أي استعداد أن تعرض نفسها للمخاطر. ولو عرفت ذلك أو توقعته من مبدأ الأمر ما جاءت ولا فكرت في المجيء!

لقد وجدت تلك الجماهير من يشبع جوعتها الروحية، بطريقة ((متنورة)) تختلف عن حلقات الذكر التي يلجأ إليها العامة لإشباع روحانيتهم عند مشايخ الطرق الصوفية، والتي كان المثقفون ينفرون منها ولكنهم يفتقدون البديل المتنور، فوجدوه في شخص الإمام الشهيد وكلامه المؤثر، يشبع روحانيتهم ويحافظ في الوقت ذاته على وعيهم، فلا يغرق في الخدر الذي يسلب الشعور. ووجدت من يحيي آمالها في عودة الإسلام إلى الوجود، بعد النكسة الحادة التي أصابت الناس بزوال الخلافة. ووجدت من يرتفع بها عن ألوان الدنس التي كانت قد أخذت تلوث المجتمع، ويردها إلى المثل الرفيعة والأخلاق الفاضلة. وكل ذلك دون أن يتعرضوا لأية مخاطر، ولا يبذلوا من الجهد أكثر من الحضور والاستماع!

ولكن هذه الجماهير التي جاءت بهذه السهولة ذهبت بالسهولة ذاتها حين بدت في الأفق بوادر المخاطر! ذهبت ولم تعد! فما كان في تقديرها قط أن حضورها واستماعها سيعرضها لأية مخاطر، ولا كانت مستعدة أي استعداد أن تعرض نفسها للمخاطر. ولو عرفت ذلك أو توقعته من مبدأ الأمر ما جاءت ولا فكرت في المجيء!
 

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

  • 0
  • 0
  • 632
المقال السابق
حقيقة المرض
المقال التالي
أسباب التعويق

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً