مذابح العسكر

محمد قطب إبراهيم

وتولد عن هذا الوضع المؤلم تياران في صفوف الحركة، مختلفان - بل متضادان - في الاتجاه، أحدهما تيار الشباب الذي استفزه ما يقوم به العسكر من إرهاب وحشي، فقرر أنه لا بد من الرد على العنف بالعنف، ظنا منه أن المقاومة المسلحة ستقضي في النهاية على عنف العسكر، وتضطرهم - أو تضطر سادتهم - إلى تغيير الأسلوب.

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -

ومضت المذابح تقام للمسلمين في كل بلد تولى العسكر فيه السلطة، ولا يمكن أن يكون ذكر بالمصادفة بطبيعة الحال! كان عن قصد وتخطيط وتدبير، وعرفت المنطقة أشكالا من التعذيب الوحشي لا مثيل لها في التاريخ، إلا ما كان من محاكم التفتيش في الأندلس، التي كان هدفها القضاء الكامل على الإسلام.

وتوالت الضربات، فما تمر بضع سنوات - وأحيانا بضعة شهور - حتى تكون قد أقيمت مذبحة هنا أو مذبحة هناك، تتجاوب أصداؤها في العالم كله، وترقص لها الصليبية الصهيونية طربا، وتفرك أيديها سرورا بنجاح (الأولاد) في أداء المهمة التي كلفتهم بها (الأم) الرءوم!

وتولد عن هذا الوضع المؤلم تياران في صفوف الحركة، مختلفان - بل متضادان - في الاتجاه، أحدهما تيار الشباب الذي استفزه ما يقوم به العسكر من إرهاب وحشي، فقرر أنه لا بد من الرد على العنف بالعنف، ظنا منه أن المقاومة المسلحة ستقضي في النهاية على عنف العسكر، وتضطرهم - أو تضطر سادتهم - إلى تغيير الأسلوب.
والآخر تيار الشيوخ الذين أنهكهم توالي الضربات، فاختاروا طريق المسالمة إلى أقصى حد ممكن، وقرروا الدخول في لعبة الديمقراطية؛ لكي لا يقال عنهم إنهم من أناصر العنف.
وكلا التيارين كان سببا في مزيد من الغبش حول قضية لا إله إلا الله.