امرأة عجوز كانت هي السبب
منذ 2003-07-18
أشارت الساعة إلى تمام الثانية و النصف بعد الظهر وهو وقت خروج
الموظفين من أعمالهم، استغليت سيارتي متوجهاً إلى المنزل وفي طريقي
تذكرت بأن أهل بيتي قد أعدّوا قائمة مشتريات للمنزل يجب أن أنفذها
جميعاً بنداًً بندا و إلا فإنه لن تتحقق لي الراحة ولا الاستمتاع
بالجلوس في المنزل.
مررت في طريقي بأحد الأسواق المركزية وبعد أن انتهيت من شراء ما تم تدوينه في هذه القائمة الطويلة دون نسيان أي شيء، وعند خروجي من باب هذا السوق رمقت عيني امرأة طاعنه في السن تجلس بجانب الباب فما أن رأتني حتى مدت يدها تطلب من مال الله الذي أغدقه علي وعلى كثير من أمثالي.
وقفت وبدأت يدي تتقدم وتتأخر، فتارة تخرج الريال و تارة أخرى تعيده في مكانه، ثم تشجعت يدي وشجعتها ثم بدأت جميع أعضائي تشاركنا التشجيع عسى أن تدفع يدي ذلك الريال وفعلاً تقدمت يدي ودفعت ذلك المبلغ الزهيد عندها ارتفعت صيحات التهليل والتكبير من قبل أعضاء الجسم وهم يهنئونا على هذا الإنجاز العظيم، أحسست بعدها إنني قمت بعمل خارق وشعرت بفرحه تلف قلبي.
ركبت سيارتي متوجها إلى المنزل و أنا في كل لحظة أعيد ذلك الشريط و أقول سبحان الله ريال واحد فقط يغيرني كل ذلك التغيير، انتهى ذلك اليوم و كأنني أعيش بين أروقه قصور الجنة و أطير بين حدائقها وبساتينها وأنعم من ثمارها وكلي يقين بان ليس هناك شخص مثلي يعيش هذه السعادة.
خرجت اليوم التالي من العمل وكلي أمل بان أرى تلك العجوز أو غيرها ممن طوتهم الدنيا تحت أكناف الفقر و الفاقة،
وصلت إلى ذلك السوق وقبل أن أدخل رميت نظري يمنة ويسرة أبحث عن تلك العجوز، فعلاً رأيتها جالسة في نفس المكان الذي رأيتها فيه يوم أمس، لكن حدثت مفاجأة ففي هذا اليوم ظهر فارس مغوار من بين أعضاء جسمي فتقدم قلبي إليها واستشعرت بأنها مثل أمي، فسألتها: كيف حالك يا خالة، فقالت: بخير والحمد لله.
رجعت خطوة إلى الوراء وأنا متعجب من ردها لي وقلت في نفسي سبحان الله تشكر الله وتحمده وهي في هذه الحاله من فقرة وفاقه، عندها انطلق ذهني يجوب بحار من الأسئلة، امرأة فقيرة معدمة لم تنسى الله وتحمده وتثني عليه، سبحان الله كم من أناس قد من الله عليهم من نعم كثير وهم يتقلبون بين تلك النعم و إذا سألت الواحد منهم كيف حالك قال "زفت " كلمه جوفاء لاشكر فيها ولا ثناء لله ، كلمه لا يعي معناها ولم يعلم بأنها قد تكون من كفر النعم
أردفت سؤالي بسؤال ثاني، فقلت لها من أنت ؟ وماهو حالك ؟ وأين زوجك ؟ وأين أبنائك ؟ ،
فقالت: إنني جدة لسبعة أطفال مات أبيهم قبل أربعة سنوات لم يستطيعوا العيش في منزل أبيهم المستأجر فقررت ابنتي وتحت ضغوط الديون المتراكمة التي كانت على أبيهم واحتياجهم لتسديد إيجار الشقة التي يسكنون فيها قررت السكن معي في بيتي الصغير المتواضع ولكن ماهي إلا سنة وأربعة شهور من بعد موت أبيهم إذا بأمهم تصاب بمرض خطير توفت على إثره وبقي سبعة أطفال لا عائل لهم سوى الله ثم أنا، سبعة أطفال أكبرهم محمد وهو يدرس في المتوسطة وقد حاول مراراً ترك دراسته لكي يصرف على إخوته ولكنني وقفت أمام هذا القرار وقررت أنا الخروج وكما تراني أجلس في هذا المكان أطلب فضل الله وأصرف على هؤلاء الأطفال والحمد لله على كل حال.
تأثرت كثيراً بما سمعت وقررت أن لا أغادر هذا المكان إلا و أعطيها ما يكفيها ويكفي أطفالها..
تركتها على عجل ودخلت السوق المركزي و اصطحبت إحدى عربات السوبر ماركت ثم بدأت بجمع كل ما طاب ولذ ثم خرجت بتلك العربة محملة ثم وقفت أمام تلك العجوز وقلت لها هذا لكي يا خالة، نظرت إلي في ازدراء وكأن لسان حالها يقول أمتأكد مما تقول يا صاحب " الريال" ؟ هل كل هذا لي ؟ ، قلت لها: نعم كل هذا لك ولأبنائك ثم أسرعت واستأجرت لها سيارة أجرة لتحملها إلى بيتها ثم تبعتهم لأتأكد من صحة ما تقول وفعلاً وصلت إلى بيتها ورأيت منظر والله انه يدمي القلب.. رأيت أطفال في وضع يرثى له فما أن رأو جدتهم حتى استقبلوها وهم بين باكي وفرحان رأيتها وهي تتلقفهم واحد تلو الأخر، في تلك اللحظات وأنا أشاهد هذا المنظر لم أعي بنفس إلا وقد انهارت دموعي وبكيت بكاء رحمة و فرحة، رحمة بهولاء الأطفال الضعفاء وفرحة بأنني كنت سبب في دخول الفرحة عليهم و على جدتهم العجوز.
رجعت بسيارتي إلى المنزل وأنا في سعادة تغمرني لايمكن وصفها، قررت بعدها أن أبذل كل ما في وسعي لمساعدة الضعفاء والفقراء والمحتاجين وأن أبدأ أولاً بالأقربون مني ممن يعيشون في الحي الذي أسكن فيه.
نعم قمت في اليوم التالي بمسح المنطقه التي أسكن فيها بحثاً عن كل محتاج وفقير ثم دونت الأسماء ورقمت المنازل وحصرت العوائل الفقيرة ثم جلست مع زملائي وأصحابي وبعض أقاربي.. كل واحد أقص عليه تلك القصة مع العجوز الفقيرة وطلبت منهم المساعدة و المشاركة معي في مشروع يقوم بمساعدة الأسر الفقيرة والأرامل و الأيتام في منطقتنا وطلبت منهم فقط الدعم المادي أما العمل فأنا متكفل به.
بدأت المشروع بحيث أقوم في نهاية كل شهر بجمع المساعدات المادية من الزملاء و الأصحاب والأقارب ثم أقوم بشراء المواد الغذائية الضرورية لكل أسرة وكل ما تحتاجه من مستلزمات ضرورية.
وفعلاً مرت الأيام وكبر المشروع وكثر المشتركين حتى أن هناك ممن اشترك في هذا المشروع وأنا لا أعرفه وذلك لأن زملائي وأصدقائي قاموا بنشر فكرة هذا المشروع لأقاربهم فشاركوني أناس كثير ولله الحمد والمنة.
بعد ذلك وبعد أن كبر المشروع قمت باستئجار محلات (مستودع) لتخزين المواد الغذائية ثم استقدمت عمال لهذا المشروع فمنهم العامل ومنهم السائق و منهم الحارس وكبر المشروع و اتسع نطاق توزيعنا إلى كل بيت فقير في الحي.
واليوم وقد مضى علينا أكثر من تسعة سنوات رأيت أسر فقيرة قد صلح حالهم المعيشي وتبدّل حالهم إلى الأفضل فلله الحمد أولاً وأخيرا وأسأله تعالى وأشكره أن سخر لي تلك العجوز التي كانت سبب في هذا المشروع الخيري بعد الله.
هذا ما أردت ألمشاركة به في هذا الموقع المبارك.
وأسأل الله أن يوفقنا لكل ما يحب ويرضى
محمد الجابر - الرياض - المملكة العربية السعودية
مررت في طريقي بأحد الأسواق المركزية وبعد أن انتهيت من شراء ما تم تدوينه في هذه القائمة الطويلة دون نسيان أي شيء، وعند خروجي من باب هذا السوق رمقت عيني امرأة طاعنه في السن تجلس بجانب الباب فما أن رأتني حتى مدت يدها تطلب من مال الله الذي أغدقه علي وعلى كثير من أمثالي.
وقفت وبدأت يدي تتقدم وتتأخر، فتارة تخرج الريال و تارة أخرى تعيده في مكانه، ثم تشجعت يدي وشجعتها ثم بدأت جميع أعضائي تشاركنا التشجيع عسى أن تدفع يدي ذلك الريال وفعلاً تقدمت يدي ودفعت ذلك المبلغ الزهيد عندها ارتفعت صيحات التهليل والتكبير من قبل أعضاء الجسم وهم يهنئونا على هذا الإنجاز العظيم، أحسست بعدها إنني قمت بعمل خارق وشعرت بفرحه تلف قلبي.
ركبت سيارتي متوجها إلى المنزل و أنا في كل لحظة أعيد ذلك الشريط و أقول سبحان الله ريال واحد فقط يغيرني كل ذلك التغيير، انتهى ذلك اليوم و كأنني أعيش بين أروقه قصور الجنة و أطير بين حدائقها وبساتينها وأنعم من ثمارها وكلي يقين بان ليس هناك شخص مثلي يعيش هذه السعادة.
خرجت اليوم التالي من العمل وكلي أمل بان أرى تلك العجوز أو غيرها ممن طوتهم الدنيا تحت أكناف الفقر و الفاقة،
وصلت إلى ذلك السوق وقبل أن أدخل رميت نظري يمنة ويسرة أبحث عن تلك العجوز، فعلاً رأيتها جالسة في نفس المكان الذي رأيتها فيه يوم أمس، لكن حدثت مفاجأة ففي هذا اليوم ظهر فارس مغوار من بين أعضاء جسمي فتقدم قلبي إليها واستشعرت بأنها مثل أمي، فسألتها: كيف حالك يا خالة، فقالت: بخير والحمد لله.
رجعت خطوة إلى الوراء وأنا متعجب من ردها لي وقلت في نفسي سبحان الله تشكر الله وتحمده وهي في هذه الحاله من فقرة وفاقه، عندها انطلق ذهني يجوب بحار من الأسئلة، امرأة فقيرة معدمة لم تنسى الله وتحمده وتثني عليه، سبحان الله كم من أناس قد من الله عليهم من نعم كثير وهم يتقلبون بين تلك النعم و إذا سألت الواحد منهم كيف حالك قال "زفت " كلمه جوفاء لاشكر فيها ولا ثناء لله ، كلمه لا يعي معناها ولم يعلم بأنها قد تكون من كفر النعم
أردفت سؤالي بسؤال ثاني، فقلت لها من أنت ؟ وماهو حالك ؟ وأين زوجك ؟ وأين أبنائك ؟ ،
فقالت: إنني جدة لسبعة أطفال مات أبيهم قبل أربعة سنوات لم يستطيعوا العيش في منزل أبيهم المستأجر فقررت ابنتي وتحت ضغوط الديون المتراكمة التي كانت على أبيهم واحتياجهم لتسديد إيجار الشقة التي يسكنون فيها قررت السكن معي في بيتي الصغير المتواضع ولكن ماهي إلا سنة وأربعة شهور من بعد موت أبيهم إذا بأمهم تصاب بمرض خطير توفت على إثره وبقي سبعة أطفال لا عائل لهم سوى الله ثم أنا، سبعة أطفال أكبرهم محمد وهو يدرس في المتوسطة وقد حاول مراراً ترك دراسته لكي يصرف على إخوته ولكنني وقفت أمام هذا القرار وقررت أنا الخروج وكما تراني أجلس في هذا المكان أطلب فضل الله وأصرف على هؤلاء الأطفال والحمد لله على كل حال.
تأثرت كثيراً بما سمعت وقررت أن لا أغادر هذا المكان إلا و أعطيها ما يكفيها ويكفي أطفالها..
تركتها على عجل ودخلت السوق المركزي و اصطحبت إحدى عربات السوبر ماركت ثم بدأت بجمع كل ما طاب ولذ ثم خرجت بتلك العربة محملة ثم وقفت أمام تلك العجوز وقلت لها هذا لكي يا خالة، نظرت إلي في ازدراء وكأن لسان حالها يقول أمتأكد مما تقول يا صاحب " الريال" ؟ هل كل هذا لي ؟ ، قلت لها: نعم كل هذا لك ولأبنائك ثم أسرعت واستأجرت لها سيارة أجرة لتحملها إلى بيتها ثم تبعتهم لأتأكد من صحة ما تقول وفعلاً وصلت إلى بيتها ورأيت منظر والله انه يدمي القلب.. رأيت أطفال في وضع يرثى له فما أن رأو جدتهم حتى استقبلوها وهم بين باكي وفرحان رأيتها وهي تتلقفهم واحد تلو الأخر، في تلك اللحظات وأنا أشاهد هذا المنظر لم أعي بنفس إلا وقد انهارت دموعي وبكيت بكاء رحمة و فرحة، رحمة بهولاء الأطفال الضعفاء وفرحة بأنني كنت سبب في دخول الفرحة عليهم و على جدتهم العجوز.
رجعت بسيارتي إلى المنزل وأنا في سعادة تغمرني لايمكن وصفها، قررت بعدها أن أبذل كل ما في وسعي لمساعدة الضعفاء والفقراء والمحتاجين وأن أبدأ أولاً بالأقربون مني ممن يعيشون في الحي الذي أسكن فيه.
نعم قمت في اليوم التالي بمسح المنطقه التي أسكن فيها بحثاً عن كل محتاج وفقير ثم دونت الأسماء ورقمت المنازل وحصرت العوائل الفقيرة ثم جلست مع زملائي وأصحابي وبعض أقاربي.. كل واحد أقص عليه تلك القصة مع العجوز الفقيرة وطلبت منهم المساعدة و المشاركة معي في مشروع يقوم بمساعدة الأسر الفقيرة والأرامل و الأيتام في منطقتنا وطلبت منهم فقط الدعم المادي أما العمل فأنا متكفل به.
بدأت المشروع بحيث أقوم في نهاية كل شهر بجمع المساعدات المادية من الزملاء و الأصحاب والأقارب ثم أقوم بشراء المواد الغذائية الضرورية لكل أسرة وكل ما تحتاجه من مستلزمات ضرورية.
وفعلاً مرت الأيام وكبر المشروع وكثر المشتركين حتى أن هناك ممن اشترك في هذا المشروع وأنا لا أعرفه وذلك لأن زملائي وأصدقائي قاموا بنشر فكرة هذا المشروع لأقاربهم فشاركوني أناس كثير ولله الحمد والمنة.
بعد ذلك وبعد أن كبر المشروع قمت باستئجار محلات (مستودع) لتخزين المواد الغذائية ثم استقدمت عمال لهذا المشروع فمنهم العامل ومنهم السائق و منهم الحارس وكبر المشروع و اتسع نطاق توزيعنا إلى كل بيت فقير في الحي.
واليوم وقد مضى علينا أكثر من تسعة سنوات رأيت أسر فقيرة قد صلح حالهم المعيشي وتبدّل حالهم إلى الأفضل فلله الحمد أولاً وأخيرا وأسأله تعالى وأشكره أن سخر لي تلك العجوز التي كانت سبب في هذا المشروع الخيري بعد الله.
هذا ما أردت ألمشاركة به في هذا الموقع المبارك.
وأسأل الله أن يوفقنا لكل ما يحب ويرضى
محمد الجابر - الرياض - المملكة العربية السعودية
المصدر: المرشد الإسلامي
- التصنيف:
أم عادل
منذهشام على
منذطا رق ا حمد فؤاد
منذأم لمى
منذمحمد ال علي (النبراس)
منذحسين عشري
منذ{-ابن القيم-}
منذأحمد
منذليلى
منذعبد الله عبد السميع
منذ