كيف ندعو الناس - الرزاق

منذ 2014-11-27

إذا سألت أي إنسان في الطريق: من الذي يرزقك؟ يجيب بداهة : الله هو الرزاق، ولكن حين يضيق عليه في الرزق، أو قل على وجه التحديد: حين يؤذى في رزقه فماذا يقول؟ يقول في أغلب الأحوال: فلان قطع رزقي، أو فلان يريد أن يقطع رزقي‍ فما دلالة ذلك؟ دلالته أن ما كان يبدو بديهية لم يكن كذلك في الحقيقة‍‍‍.

ضربت هذا المثل في كتاب سابق (واقعنا المعاصر): إذا سألت أي إنسان في الطريق: من الذي يرزقك؟ يجيب بداهة : الله هو الرزاق، ولكن حين يضيق عليه في الرزق، أو قل على وجه التحديد: حين يؤذى في رزقه فماذا يقول؟ يقول في أغلب الأحوال: فلان قطع رزقي، أو فلان يريد أن يقطع رزقي‍ فما دلالة ذلك؟ دلالته أن ما كان يبدو بديهية لم يكن كذلك في الحقيقة‍‍‍ أو قل: إنه كان بديهية ذهنية لم تتعمق في الوجدان، لم تصبح بعد بديهية قلبية ينبني عليها سلوك‍ أو تنبني عليها المشاعر الصحيحة التي ينبني عليها بعد ذلك سلوك صحيح‍

لفت نظري أمر وأنا أقرأ خطاب الله لبني إسرائيل في سورة البقرة: {وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} [البقرة: 49].
العذاب واقع من فرعون: يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم، ولكن الابتلاء واقع من الله‍ هل يرد هذا الخاطر على الذهن بداهة حين يرى العذاب أو يسمع عنه؟
أم يتجه الذهن إلى الفاعل المباشر الذي يقع الفعل منه؟
ويحتاج الإنسان إلى تعليم وتلقين لكي يعلم أن الفاعل قائم بالعمل، نعم، ولكن وراء ذلك قدر الله؟
وحين يعلم ذلك، ويستقر في خلده حتى يصبح يقينا، فلمن يتجه ليرفع عنه البلاء؟
هذا هو الدرس من وراء التوجيه. ولا يتنافى ذلك في حس المؤمن مع اتخاذ الأسباب، ولكن دون اتكال على الأسباب، ودون اعتقاد بأن الأسباب تعمل من ذات نفسها؛ إنما هي تعمل بقدر من الله، وفي الحدود التي قدرها الله، ويظل التطلع دائما إلى المدبر الحقيقي وراء الأحداث والأشخاص، الله الذي بيده ملكوت كل شيء.

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

  • 0
  • 0
  • 1,006
المقال السابق
الإيمان بقضاء الله وقدره
المقال التالي
الجاهليات الحديثة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً