تغيير جذري
محمد قطب إبراهيم
ولم يكن مجرد الإيمان - بمعنى التصديق- بلا إله إلا الله، والنطق بها، ليؤدي تلقائيا إلى تغيير جذري في تلك الأمور كلها، التي يساندها عرف الجاهلية، وأوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأخلاقية.
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
ولم يكن مجرد الإيمان - بمعنى التصديق- بلا إله إلا الله، والنطق بها، ليؤدي تلقائيا إلى تغيير جذري في تلك الأمور كلها، التي يساندها عرف الجاهلية، وأوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأخلاقية.
وإن كان الإيمان بلا إله إلا الله يهيئ دون شك للتغير وتقبل التغيير.
أما المعايير الجديدة، والقيم الجديدة، والأوضاع الجديدة التي يراد بناؤها فلا تتأتي تلقائيا، ولا تتم في لحظة، ولو كانت لحظة الإيمان، وإنما تنبي لبنة لبنة حتى يستقيم بها البناء الجديد.
وذلك تقوم به التربية.
وذلك ما قام به المربي الأعظم صلى الله عليه وسلم، في دأب، وحدب، ورعاية، ومتابعة حتى وصل به إلى تلك القمم السامقة، فأصبحت الإخوة في الله أقوى في نفوس القوم من رابطة الدم، وأصبح الحب والبغض لا علاقة له بالمصالح الأرضية، بل هو معها في موضع التقابل الكامل، والكفة الراجحة هي لما كان لله وفي الله، وأصبح الولاء والبراء مرتبطا بالقيم الإيمانية وحدها، خالصا لله.