جماعة فذة
محمد قطب إبراهيم
كان المطلوب لهداية البشرية جماعة فذة، فائقة التكوين، تشهد بسلوكها الواقعي لهذا الدين، أنه الدين الحق، وأنه الدين الذي يجب اتباعه، وأن كل شيء غيره لا يداينه، ولا يصلح بديلا عنه.
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
في عالم التجارة والصناعة يعلم الناس أن البضاعة المعدة للاستخدام المحلي غير البضاعة المعدة للتصدير، الأولى يمكن أن تكون على النحو الذي يؤدي الغرض بصورة من الصور، أما الأخرى فيجب أن تكون متقنة الصنع، إلى الحد الذي يجعلها تفرض نفسها على السوق، وتطرد ما دونها مما لا يرقى إلى مستواها.
فإذا كان هذا لازما بالنسبة للتجارة المادية الأرضية، فهو أولى بالنسبة للتجارة العليا التي قال الله عنها: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} [الصف: 10-11].
كان المطلوب لهداية البشرية جماعة فذة، فائقة التكوين، تشهد بسلوكها الواقعي لهذا الدين، أنه الدين الحق، وأنه الدين الذي يجب اتباعه، وأن كل شيء غيره لا يداينه، ولا يصلح بديلا عنه.
كان المطلوب إيجاد نسق من البشر يواجه الجاهلية بأكملها، لا ليقف إزاءها فحسب، ولكن ليستعلي عليها، وينقض بنيانها، وينشئ بناء جديدا في مكانها، يقوم على الأسس الصحيحة التي يقوم عليها بناء سليم. وهذا هو الذي تم بالفعل على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.