أنصاف المتعلمين!
محمد سلامة الغنيمي
أنصاف المتعلمين ظاهرة قد سُمِع ضجيجها، وانتشر وبالها واستطال شرها داخل الأوساط الدعوية في الآونة الأخيرة، وإن كانت هذه الظاهرة قديمة قِدَم الدعوة والعلمية تمتد جذورها في التاريخ الدعوي، إلا أن خطرها لم يستفحل إلا في هذا العصر.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
أنصاف المتعلمين ظاهرة قد سُمِع ضجيجها، وانتشر وبالها واستطال شرها داخل الأوساط الدعوية في الآونة الأخيرة، وإن كانت هذه الظاهرة قديمة قِدَم الدعوة والعلمية تمتد جذورها في التاريخ الدعوي، إلا أن خطرها لم يستفحل إلا في هذا العصر.
المتعالم أو نصف المتعلِّم هو الذي يظن أنه يعلم كل شيء، في حين أنه ربما لا يعلم أي شيء وسلّم به من الوهلة الأولى، دون أن يتحرى ويتثبت مما سمع، فيقوم بترويجها وحمل الناس عليها، ومعاداة من لا يعتنقها.
فيتسبب هو وأترابه في:
- انتشار الجهل وشيوع الضلالات.
- الفرقة والتشتت.
- التعصب الأعمى.
- شيوع العداوة والبغضاء.
- انتشار الفتن.
- كثرة ظهور الأحزاب والفرق والجماعات المتناحرة.
ورغم ذلك يمشي أحدهم بين الناس مختالًا فخورًا، بعد أن قصر قميصه وأعفى لحيته وغطى شعر رأسه إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وهيئاتهم، وإن يقولوا تسمع لقولهم، يتخشون في مشيتهم استجلابًا لإعجاب العامة واستطرادًا في مديحهم.
يراءون بما علِموا، ويتباهون بما عرفوا رغم ضحالتها وسطحيتها...!
جاءني أحدهم منتفخًا فخورًا، يقول متحديًا: هل تعلم كيف كان آدم عليه السلام يمشي قبل أن يخلق الله له قدمين؟
قلت: وهل كان له غير القدمين يمشي عليهما؟ ألم يُسَوِّه الله من الطين اللازب قبل النفخ فيه؟
قال: إذًا أنت لا تعلم، فأكمل كلامه مُستعلِيًا: لقد كان له عجلتين يسير عليهما...!
فقلت مستنكرًا: ومن أين لك بهذه المعلومة؟!
فنسبها لابن كثير ظُلمًا وجهلًا، ذكر ابن كثير في قصص الأنبياء قوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء من الآية:37]، فظن المسكين الجهول أن العجل هو العجلة (البسكلتة) بمفهومها الحديث، جهلًا منه بأنها مصدر العجلة أي الاستعجال والسرعة!
وهذا الجهول هو من ادّعى أنه أعلم من الشيخ محمد حسان، وتطاول بلسانه البذيء على معظم العلماء.. مثل الشيخ محمد عبد المقصود وكل علماء الإسكندرية وعائض القرني وغيرهم.