علاج القلق
المسلم المؤمن بقضاء الله تعالى وقدره لا ينبغي أن يقلق لأمر الرزق أو الولد أو المستقبل بصفة عامة، إذ كل ذلك مكتوب قبل أن يوجد، لكن ينبغي أن يقلق لأجل ذنوبه وتقصيره في حق ربه تعالى، وعلاج ذلك يكون بالتوبة والمسارعة في الخيرات.
- التصنيفات: الدار الآخرة - التقوى وحب الله - قضايا الشباب - تربية النفس -
خير علاج للقلق هو ذكر الله تعالى، والمحافظة على الصلاة، ومجانبة الفراغ. قال الله تعالى في شأن الذكر: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28]. وقال سبحانه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء:82]. وقال جل جلاله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57]. وقال في شأن الصلاة: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلَّا الْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج:19-23]. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:153].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة (أحمد وأبو داود وحسنه الألباني) ومعنى حزبه: أي نزل به أمر مهم أو أصابه غم. وكان يقول صلى الله عليه وسلم: « » (أحمد و أبو داود وصححه الألباني). فالصلاة راحة القلب، وقرة العين، وعلاج الهموم والأحزان .
وأما الفراغ فإنه باب مفتوح نحو الخيالات والأفكار الرديئة وما ينتج عن ذلك من ضيق وقلق وهم. فكلما شعرت بشيء من القلق والضيق فافزعي إلى الوضوء والصلاة، وقراءة القرآن، وانشغل بالنافع من الأعمال، لاسيما أذكار الصباح والمساء والنوم والأكل والشرب والدخول والخروج .
والمسلم المؤمن بقضاء الله تعالى وقدره لا ينبغي أن يقلق لأمر الرزق أو الولد أو المستقبل بصفة عامة، إذ كل ذلك مكتوب قبل أن يوجد، لكن ينبغي أن يقلق لأجل ذنوبه وتقصيره في حق ربه تعالى، وعلاج ذلك يكون بالتوبة والمسارعة في الخيرات. وقد تكفل الله تعالى لأهل الإيمان بالحياة الطيبة فقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97].