كونوا أنصار الله
منذ 2003-07-22
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ } [ الصف : 14
]
فأين كانت النصرة مع أن عيسى عليه السلام لم يدخل أى حرب ضد الكفار؟ لقد كانت النصرة هنا نصرة إيمانية { فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } [ الصف : 14 ] .
وهذا درس جليل لشباب الصحوة ليتعلم كل واحدٍ منهم إذا أرادأن ينصر دين الله عز وجل فعليه أن يحقق العبودية لله وأن ينشغل قلبه بطاعة الله جل وعلا وها نحن من خلال تلك الكلمات اليسيرة نتعايش بقلوبنا مع الأنصار رضى الله عنهم وعن المهاجرين الذين بذلوا الغالى والنفيس لنصرة هذا الدين .
أخى الحبيب إن الهداية منحة ربانية يقذفها الله فى قلب من يشاء من عباده فقريش الذين تعايشوا مع النبى صلى الله عليه وسلم وعرفوا صدقه وأمانته لم يؤمنوا برسالته بل دبّروا المؤامرات لقتله والأنصار الذين رأوا النبى صلى الله عليه وسلم وسمعوا منه القرآن لأول مرة أسلموا بقلوبهم وجوارحهم وضربوا المثل الأعلى فى البذل والعطاء والنصيحة والفداء.
ومعالم النصرة عند الأنصار كثيرة ولكن سأكتفى بذكر بعضها ألا وهى الحب واليقين والبذل والتضحية فأما عن الحب فحسبك أن الواحد منهم كان يتمنى أن يفدى النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله وأولاده ولذلك فأنا أهدى إليكم هذين الموقفين :
الموقف الأول يرويه الحاكم بسندٍ صحيح « أن النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة أحد أرسل زيد بن ثابت يلتمس له سعد بن الربيع رضى الله عنهما.. فوجده فى الرمق الأخير ..
فقال له يا سعد .. إن رسول الله يقول لك كيف تجدك -إى كيف حالك-
فقال وعلى رسول الله السلام قل له إنى أجد ريح الجنة وقل لقومى الأنصار لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم مكروه و فيكم عين تطرف »
فهل هناك حب أعظم من هذا ؟ بل أرجع أيها الأخ الحبيب ... واقرأ فى غزوة أحد لترى كيف دافعوا عن النبى صلى الله عليه وسلم حتى الموت.
وأما عن اليقين فلقد كان ملازماً لهم منذ أول لحظة دخلوا فيها فى هذا الدين العظيم كانوا على يقين من نصرة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ..
ولعلك تجد هذا واضحاً فى بيعة العقبة الثانية فلقد طلب منهم النبى صلى الله عليه وسلم أن يقدموا كل شىء لنصرة دين الله والثمن الجنة فبايعوه مع أنهم لم يروا الجنة لكنهم كانوا على يقين من صدق النبى صلى الله عليه وسلم وكانوا على يقين من أن الله سيجزل لهم العطاء فى الدارين لإيمانهم وإخلاصهم ونصرتهم لدينه جل وعلا.
وأما عن البذل فحدث ولا حرج فماذا نقول بعد قول الله تعالى { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ } [ الحشر : 9 ]
ولعلكم تعلمون هذا الموقف الجليل الذى دار بين عبد الرحمن بن عوف المهاجرى وبين سعد بن الريع الأنصارى عندما آخى النبى صلى الله عليه وسلم بينهما فعرض عليه سعد نصف ماله وإحدى زوجتيه وإذا بعبد الرحمن يقول له بارك الله لك فى أهلك ومالك ولم يكن هذا الموقف الفردى فحسب بل كان موقفاً جماعياً من الأنصار لإخوانهم المهاجرين فلقد قاسموهم الثمرة ووضعوهم فى عيونهم طلباً لمرضاةالله عز وجل.
وأما عن التضحية فنحن نعلم كيف ضحى الأنصار بكل شىء لنصر هذا الدين وحسبنا أن نذكر موقف سعد بن معاذ فى غزوة بدر لما قال النبى صلى الله عليه وسلم ( أشيروا على أيها الناس..
ففطن لذلك سعد .. فقال لكأنك تريدنا نحن يا رسول الله؟
قال : أجل .
قال سعد فقد آمنا بك فصدقناك ..
إلى آخر مقالته التاريخية فكانت النتيجة العادلة أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل حب الأنصار آية من آيات الإيمان فقال « آية الإيمان حب الأنصار وآيه النفاق بغض الأنصار » ( متفق عليه)
وقال « من أحب الأنصار أحبه الله ومن بغض الأنصار أبغضه الله » ( صحيح الجامع : 5953 )
فهل نجد فيكم يا شباب الصحوة أنصاراً لله عز وجل إذًا فاجعلوا تلك الآية أمام أعينكم دائماً { كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ }
كتبه الفقير إلى عفو ربه
محمود المصرى أبو عمار
فأين كانت النصرة مع أن عيسى عليه السلام لم يدخل أى حرب ضد الكفار؟ لقد كانت النصرة هنا نصرة إيمانية { فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } [ الصف : 14 ] .
وهذا درس جليل لشباب الصحوة ليتعلم كل واحدٍ منهم إذا أرادأن ينصر دين الله عز وجل فعليه أن يحقق العبودية لله وأن ينشغل قلبه بطاعة الله جل وعلا وها نحن من خلال تلك الكلمات اليسيرة نتعايش بقلوبنا مع الأنصار رضى الله عنهم وعن المهاجرين الذين بذلوا الغالى والنفيس لنصرة هذا الدين .
أخى الحبيب إن الهداية منحة ربانية يقذفها الله فى قلب من يشاء من عباده فقريش الذين تعايشوا مع النبى صلى الله عليه وسلم وعرفوا صدقه وأمانته لم يؤمنوا برسالته بل دبّروا المؤامرات لقتله والأنصار الذين رأوا النبى صلى الله عليه وسلم وسمعوا منه القرآن لأول مرة أسلموا بقلوبهم وجوارحهم وضربوا المثل الأعلى فى البذل والعطاء والنصيحة والفداء.
ومعالم النصرة عند الأنصار كثيرة ولكن سأكتفى بذكر بعضها ألا وهى الحب واليقين والبذل والتضحية فأما عن الحب فحسبك أن الواحد منهم كان يتمنى أن يفدى النبى صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله وأولاده ولذلك فأنا أهدى إليكم هذين الموقفين :
الموقف الأول يرويه الحاكم بسندٍ صحيح « أن النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة أحد أرسل زيد بن ثابت يلتمس له سعد بن الربيع رضى الله عنهما.. فوجده فى الرمق الأخير ..
فقال له يا سعد .. إن رسول الله يقول لك كيف تجدك -إى كيف حالك-
فقال وعلى رسول الله السلام قل له إنى أجد ريح الجنة وقل لقومى الأنصار لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم مكروه و فيكم عين تطرف »
فهل هناك حب أعظم من هذا ؟ بل أرجع أيها الأخ الحبيب ... واقرأ فى غزوة أحد لترى كيف دافعوا عن النبى صلى الله عليه وسلم حتى الموت.
وأما عن اليقين فلقد كان ملازماً لهم منذ أول لحظة دخلوا فيها فى هذا الدين العظيم كانوا على يقين من نصرة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ..
ولعلك تجد هذا واضحاً فى بيعة العقبة الثانية فلقد طلب منهم النبى صلى الله عليه وسلم أن يقدموا كل شىء لنصرة دين الله والثمن الجنة فبايعوه مع أنهم لم يروا الجنة لكنهم كانوا على يقين من صدق النبى صلى الله عليه وسلم وكانوا على يقين من أن الله سيجزل لهم العطاء فى الدارين لإيمانهم وإخلاصهم ونصرتهم لدينه جل وعلا.
وأما عن البذل فحدث ولا حرج فماذا نقول بعد قول الله تعالى { وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ } [ الحشر : 9 ]
ولعلكم تعلمون هذا الموقف الجليل الذى دار بين عبد الرحمن بن عوف المهاجرى وبين سعد بن الريع الأنصارى عندما آخى النبى صلى الله عليه وسلم بينهما فعرض عليه سعد نصف ماله وإحدى زوجتيه وإذا بعبد الرحمن يقول له بارك الله لك فى أهلك ومالك ولم يكن هذا الموقف الفردى فحسب بل كان موقفاً جماعياً من الأنصار لإخوانهم المهاجرين فلقد قاسموهم الثمرة ووضعوهم فى عيونهم طلباً لمرضاةالله عز وجل.
وأما عن التضحية فنحن نعلم كيف ضحى الأنصار بكل شىء لنصر هذا الدين وحسبنا أن نذكر موقف سعد بن معاذ فى غزوة بدر لما قال النبى صلى الله عليه وسلم ( أشيروا على أيها الناس..
ففطن لذلك سعد .. فقال لكأنك تريدنا نحن يا رسول الله؟
قال : أجل .
قال سعد فقد آمنا بك فصدقناك ..
إلى آخر مقالته التاريخية فكانت النتيجة العادلة أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل حب الأنصار آية من آيات الإيمان فقال « آية الإيمان حب الأنصار وآيه النفاق بغض الأنصار » ( متفق عليه)
وقال « من أحب الأنصار أحبه الله ومن بغض الأنصار أبغضه الله » ( صحيح الجامع : 5953 )
فهل نجد فيكم يا شباب الصحوة أنصاراً لله عز وجل إذًا فاجعلوا تلك الآية أمام أعينكم دائماً { كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ }
كتبه الفقير إلى عفو ربه
محمود المصرى أبو عمار
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
- التصنيف:
هيا احمد
منذأبو طلحة
منذعبد الله محمود
منذالمجاهد المصري
منذ