الدعوة العامة
محمد قطب إبراهيم
وأمر آخر نريد أن ننبه إليه: أن وسيلتنا البديهية إلى توسعة القاعدة - حين يأتي دورها - هو الدعوة العامة التي توجه لكل الناس، الذين يسمون في لغة العصر ((بالجماهير))، ولكن الجماهير ليسوا على درجة واحدة من الاستجابة للدعوة. فمنهم فريق يمكن - حين تصله الدعوة واضحة صافية على حقيقتها - أن يؤمن بها إيمانا صادقا، وبجند نفسه لها، متبغيا وجه الله، عاملا على رضاه.
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
وأمر آخر نريد أن ننبه إليه: أن وسيلتنا البديهية إلى توسعة القاعدة - حين يأتي دورها - هو الدعوة العامة التي توجه لكل الناس، الذين يسمون في لغة العصر ((بالجماهير)).
ولكن الجماهير ليسوا على درجة واحدة من الاستجابة للدعوة. فمنهم فريق يمكن - حين تصله الدعوة واضحة صافية على حقيقتها - أن يؤمن بها إيمانا صادقا، وبجند نفسه لها، متبغيا وجه الله، عاملا على رضاه.
ومنهم فريق يحسب حساب ((المصالح))، حساب الربح والخسارة.
ما الذي يمكن أن يكسبه من الانضمام للدعوة، وما الذي يمكن أن يخسره من جرائها.
ومنهم فريق لا يهمه إلا اتباع الغالب حين تتقرر غلبته، فهو يقف بعيدا عن المعمعة، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ينظر ويتفرج، وقد يتسلى بالفرجة وتتبع أخبار الصراع، حتى إذا تقررت الغلبة بوضوح لأحد الفريقين انحاز إليه، لا إيمانا بمبادئه، ولا تحسما حقيقيا لها، ولكن لثقل الأمر الواقع في حسه، فهو بتركيبه النفسية، مستعد أبدا للانقياد للأمر الواقع، الذي يأخذ في حسه مساحة أكبر من الأمر الذي لم يقع بعد، والذي يحتاج الواقع، الذي يأخذ في حسه مساحة أكبر من الأمر الذي لم يقع بعد، والذي يحتاج إلى جهد لكي يتحقق، بينما الواقع بالفعل لا يحتاج إلى جهد لمسايرته، وهذا الفريق غير مستعد، بتركيبه النفسي، لبذل الجهد، وخاصة إذا كان الأمر يعرضه للأخطار، لذلك لا يستجيب للدعوة حتى تصبح غلبتها هي ((الأمر الواقع)) الذي لا تحتاج مسايرته إلى شيء من الجهد، ولا التعرض للأخطار.