إلى سعد الهلالي، وأمثالِه
وقد كفَّر شيخُ الإسلام التتارَ في أكثر من موضع، وتَبِعَه على ذلك جُلُّ العلماء وجمهورُهم
ممَّن يَرى الإسلامَ إيمانًا بالله دون رسولِه.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله؛ في مجموع الفتاوى: "فأمَّا النفاقُ المَحض، الذي لا ريب في كُفر صاحبِه: فأن لا يَرى وجوبَ تصديق الرسول، فيما أخبَر به، ولا وجوبَ طاعته فيما أمَر به؛ وإن اعتقد مع ذلك؛ أن الرسولَ عظيمُ القدْر؛ علمًا وعملًا، وأنه يجوز تصديقُه وطاعتُه؛ لكنه يقول: إنه لا يضرُّ اختلافُ المِلل؛ إذا كان المعبودُ واحدًا.
ويَرى أنه تُحصل النجاةُ والسعادةُ؛ بمتابعة الرسول وبغير متابعته؛ إما بطريق الفلسفة والصبوء، أو بطريق التهوّد والتنصّر؛ كما هو قولُ الصابئة الفلاسفة في هذه المسألة وفي غيرها، فإنهم وإن صدَّقوه وأطاعُوه؛ فإنهم لا يَعتقدون وجوبَ ذلك، على جميع أهل الأرض؛ بحيث يكون التاركُ لتصْديقه وطاعتِه مُعذَّبًا، بل يَرون ذلك؛ مثلَ التمسُّك بمذهب إمامٍ، أو طريقةِ شيخٍ، أو طاعة ملِك، وهذا دينُ التتار، ومَن دخل معهم".
قلتُ: "وقد كفَّر شيخُ الإسلام التتارَ في أكثر من موضع، وتَبِعَه على ذلك جُلُّ العلماء وجمهورُهم، ولا تلتفتْ إلى اعتذارات هؤلاء، ولا تأويلات الغافلين؛ دفاعًا عنهم".
- التصنيف: