الإمام ابن رجب الحنبلي

خواطر وانطباعات شخصيَّة عن الإمام ابن رجب الحنبلي وسيرته العلميَّة:
1) أعتقد أن الإمام ابن رجب من أعمق الحنابلة تحريرا وتحقيقا وتدقيقا، فلقد فتح الله عليه من أوعية العلم، وارتدى أكسية الشريعة، وتبحّر في علوم الشرع.

2) تُذهلني عمق معرفة ابن رجب في غوامض العلل الحديثية وكُنهها في شرحه لعلل الترمذي، وقطعة من صحيح البخاري، وليت شرحه للترمذي قد وصلنا لكنّه ضاع!

3) كان ابن رجب شديد الانتقاء لبعض الأحاديث التي تهم الناس،فيُفردها بشرح خاص كشرحه لحديثي (ماذئبان جائعان) و(بعثت بالسيف بين يدي الساعة) وغيرها..

4) يتميز الإمام ابن رجب بفقهه لأقوال المتقدمين، وعلى رأسهم الصحابة والتابعين، وحين يقول وجمهور السلف على ذلك فحسبك بقوله فعليه تعقد الخناصر!

5) ابن رجب فقيه مُجتهد مُطلق وإن كان مجتهداً في مذهب الإمام أحمد،لكنه غير متعصب،بل يختار ما ينصره الدليل، فله عناية فائقة بتعظيم الدليل الشرعي.

6) مِمّا يدلُّك على باع الإمام ابن رجب لتشهد أنَّه فقيه عملاق وأصولي باقعة فطالع سِفرِه تقرير القواعد وتحرير الفوائد فهو كتاب فذ ولا مزيد.

7) لقد أجاد ابن رجب في كتابه(تحرير الفوائد)مع أنَّه قد صنَّفه في أيام يسيرة،لذا وصفه الإمام ابن عبد الهادي بأنَّه كتاب نافع من عجائب الدهر!

8) عُرف ابن رجب بالفضل والورع، والميل إلى العزلة عن أغاليط الناس، والتفرغ للعلم والتنصيف، ولم يتردد إلى أحد من ذوي الولايات أبداً .

9) كان الإمام ابن رجب على معتقد السلف، ويتضح ذلك من شروحاته للأحاديث، وخصوصاً في شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري،وكتابه كلمة الإخلاص.

10) مما برز فيه إمامنا ابن رجب العلم بطبقات الرجال وأخبارهم،فله نفيسته المسمّاة:(الذيل على طبقات الحنابلة) وترجمة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، وغيرها.

11) ابن رجب عالم واعظ ومن قرأ بعض كتبه كلطائف المعارف، وكثير من شروحاته الحديثية فتلتمس النَّفس الوعظي العلمي فيها، وكم تاب أشخاص على يديه !

12) قال ابن ناصر الدين عن ابن رجب: كانت له مجالس تذكير للقلوب صارعة، وللناس عامة مُباركة نافعة، أجمعت الفرق عليه ومالت القلوب بالمحبة إليه.

13) كان الإمام ابن رجب يُجلّ شيخ الإسلام ابن تيمية، لكن ذلك لم يمنعه من مخالفته في بعض فتاويه فقد خالفه في أن الطلاق الثلاث يُحسب طلقة واحدة.

14) تكلم ابن رجب عن مسألة فأجاد فيها، ووقع أن تكلم عنها علماء المذاهب في مجلس، فلم يتكلم عنها، وسئل عن عدم كلامه فقال:إنما أتكلم بما أرجو ثوابه!

15) فرحم الله ابن رجب رحمة واسعة،فسيرته رائعة بكل المقاييس،وهو إمام مُحرِّر، وفقيه مُحقِّق، ومُحدِّث مُتبحّر، ولا ريب إن عددنا من زينة علماء الحنابلة!