قلوب لا يفقهون بها!
أحمد كمال قاسم
ينبغي ألا يكون الإنسان فقيهًا جافًا من أي عاطفة في فقهه
- التصنيفات: التفسير -
قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179].
قول الله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا} لي تأمل شخصي وليس تفسيرًا
أدوات الفقه= تفكير + عاطفة.
لا يفقهون بها= لا يجعلون العاطفة ضمن أدوات الفقه.
القلب في القرآن كما في غيره هو رمز للعاطفة، والدين أساسه استخدام العاطفة في الفقه والفهم، فينبغي ألا يكون الإنسان فقيهًا جافًا من أي عاطفة في فقهه؛ بل ينبغي أن يفهم ويفقه بعاطفة وإحساس رهيف وليس بعقل صِرف فيجمع بين العقل والقلب في اتخاذ القرارات وفي فهم الدين وفي الحكم على العباد.
في هذه الآية يعيب الله على أناس يفقهون ولكن لا يفقهون بقلوبهم، يفصلون بين فكرهم وعاطفتهم، أي أن فكرهم خلا من النزعة الروحية الشفافة التي كثيرًا ما تهدي للحق إذا اقترنت بالتفكير والعقل، ومن ناحية أخرى عاطفتهم تتحول إلى هوى، تستخدمها النفس ولا يستخدمها العقل فيسيرون وراء الشهوات بأنواعها فيَضلون ويُضِلون.
والله أعلم.