تونس: أجواء الدورة الثانية من الإنتخابات الرئاسية
وكان رئيس حملة المرزوقي الانتخابية، عدنان منصر قد تحدث عنها في مؤتمر صحفي حضره "المسلم" مؤكدا أن ما يزيد عن ثلاثمائة خرق قانوني للإنتخابات تم تسجيله من قبل مراقبو حملة المرزوقي، من بينها خروقات ترقى إلى درجة الجرائم الإنتخابية ومن بينها عمليات شراء الأصوات، ومحاولة منع المرزوقي من الإدلاء بصوته في دائرة سوسة الساحلية. فضلا عن انخراط مؤسسات إعلامية خاصة، في النيل من المرزوقي ومحاولة التأثير على الناخبين بطريقة غير قانونية، وفق عدنان منصر.
زاد رفض المحكمة الإدارية الطعون التي تقدم بها الرئيس محمد منصف المرزوقي، من حدة التوتر في تونس رغم استئناف الحكم.
وكان رئيس حملة المرزوقي الانتخابية، عدنان منصر قد تحدث عنها في مؤتمر صحفي حضره "المسلم" مؤكدا أن ما يزيد عن ثلاثمائة خرق قانوني للإنتخابات تم تسجيله من قبل مراقبو حملة المرزوقي، من بينها خروقات ترقى إلى درجة الجرائم الإنتخابية ومن بينها عمليات شراء الأصوات، ومحاولة منع المرزوقي من الإدلاء بصوته في دائرة سوسة الساحلية. فضلا عن انخراط مؤسسات إعلامية خاصة، في النيل من المرزوقي ومحاولة التأثير على الناخبين بطريقة غير قانونية، وفق عدنان منصر.
وتعجب رئيس حملة المرزوقي من انكار البعض على المرزوقي التقدم بالطعون. وهي الإتهامات التي كررها وأضاف عليها المستشار القانوني لحملة المرزوقي أصيل المصمودي، والذي تحدث بدوره عما وصفها بخروق يوم الصمت الإنتخابي { 22 نوفمبر } من خلال مناداة أنصار السبسي باسم مرشحهم أثناء وقوفهم في الطوابير للإدلاء بأصواتهم ، واستغلال كبار السن والتأثير عليهم، سواء عن طريق الأموال أو التأثير المعنوي عبر المرافقين الذين تم اختيارهم للقيام بالمهمة على حد وصفه.
تداعيات الدورة الأولى: لئن كان رفض المحكمة الإدارية للطعون التي تحدث عنها رئيس حملة الرئيس محمد منصف المرزوقي، آخر التداعيات الناجمة عن الدورة الأولى من الإنتخابات الرئاسية والتي أفرزت مرشحين هما الباجي قايد السبسي { أكثر من 39 في المائة } والدكتور محمد منصف المرزوقي { أكثر من 33 في المائة } سيتنفسان في الدورة الثانية التي ستجري في 21 ديسمبر على الأرجح. إلا أن الأخطر حالة الإنقسام التي عاشتها تونس، ولاتزال تعاني من آثارها بعد وصف الباجي قايد السبسي، لأنصار المرزوقي بالمتطرفين الجهاديين. واعتبر كثيرون هذه التصريحات تخوين لقسم هام من الشعب التونسي، وتقسيم خطير للمجتمع. زادها تلفظ السبسي بكلام بذئ بعد تلاوته لآية قرآنية في معرض إنكاره لما قال، وذلك بعد أن قاطعه أحد الصحافيين.
ولم يكن ذلك نهاية المطاف فقد انخرطت شخصيات ووسائل إعلام في تشويه المرزوقي ومن صوت له ، ووصفهم بأبشع الأوصاف. ومن بين هاته الشخصيات سلوى الشرفي { مديرة سابقة ومدرسة بمعهد الصحافة} كتبت على صفحتها على الفيس بوك تقول" خلاصة مسيرة المرزوقي أنه وصل إلى الرئاسة بالفواضل، ووصل إلى الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية بالفضلات". تعبير أجج مواقع التواصل الاجتماعي، وصدرت ردود على ذلك التعبير الموغل في الدناءة والسفالة كما وصفه البعض. والبعض الآخر أعرب عن صدمته من المستوى المتدني، يفترض أنها درست إخلاقيات الصحافة وعلمتها لطلبتها وأرشدتهم إلى كيفية النقد دون التجريح، وتحترم الخصم رغم عدم اللقاء على أرضية مشتركة. أوبتعبير فولتير" قد أخالفك الرأي ولكني مستعد لبذل دمي من أجل تمكينك من التعبير عن رأيك".
ويبدو أن الشرفي شعرت بخطورة ما كتبت بعد الهجوم الذي تعرضت له صفحتها من متابعين والرد عليها بشدة فقامت بتعديل عبارتها مذيلة إياها ب" وصل إلى الدور الثاني بأصوات متسلفة".
منصف المرزوقي الذي توجه في إحدى خطاباته للجهاديين بالقول إن من تقتلونهم ليسوا طواغيتا، وإنما الطواغيت هم من كانوا يحكمون البلاد قبل الثورة. وقد تعرض لهجمات الطرف المقابل الذي قال بأن المرزوقي يستخدم مصطلحات الجهاديين.
شهود الداخل والخارج: تختلف شهادات المراقبين في الداخل عن تلك التي تقدمها المنظمات الأوروبية والأمريكية، وعلى عكس ما يحدث في مناطق كثيرة من العالم، فإن الشهادات الأمريكية والأوروبية أقرب ما تكون للمديح منها لأي شئ آخر. ففي تقرير منظمة المعهد الجمهوري الدولي، آي آر آي،{ أمريكي } نقرأ عبارات" انبهرنا بالقيادات التونسية الذين فضلوا حل النزاعات بالحوار رغم تهديدات المتطرفين" و" الإنتخابات تمت بشكل جيد" و" لا يمكن النيل من العملية الإنتخابية" أو أن" عدد الشباب كان أقل من الشيوخ... ولا نريد القول أن هناك خروقات كبيرة" و" رأينا مشاركة كبيرة للمرأة التونسية في الإنتخابات... التي تمثل انجازا مهما يعزز المسار الديمقراطي في تونس،رغم التحديات الأمنية ... وهذه الانتخابات ستساعد البلاد على خلق فرص أفضل.... رأينا مهنية المشرفين على العملية الإنتخابية والناخبين والمراقبين ... سلطات الرئيس تتمثل في الأمن والدفاع والخارجية وهذا يتطلب من الرئيس إقامة علاقات مع القوى السياسية في الداخل والخارج".
وفي تقرير الإتحاد الأوروبي، نجد تشابها مع التقرير الأمريكي، ففيه مديح لهيئة الإنتخابات " الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أثبتت استقلاليتها وحياديتها وكفاءتها... تمثل المرأ 46 في المائة من الناخبين المسجلين في حين أنها تمثل 51 في المائة من عدد السكان...الشباب الذين تترواح أعمارهم بين 18 و20 سنة يمثلون تقريبا 10 في المائة من عدد السكان... تمت الحملة في مناخ هادئ... كانت الغالبية العظمى للمخالفات المسجلة من قبل مراقبي الهيئة وملاحظي بعثة الاتحاد الأوروبي ذات أهمية محدودة"... ووصف التغطيات المنحازة لبعض وسائل الإعلام الخاصة بالمتوازنة رغم أنها لم تكن كذلك.
منظمات المجتمع المدني في تونس، ترى عكس ذلك تماما سواء تعلق الأمر بمرصد" شاهد" لمراقبة الإنتخابات، أو منظمة "أوفياء" لمراقبة نزاهة الإنتخابات، أو منظمة "عتيد" لمراقبة الإنتخابات أو غيرها من المنظمات المدنية التي راقبت الدورة الأولى من الإنتخابات الرئاسية.
وتفيد منظمة "شاهد" في بيان، حصل" المسلم" على نسخة منه أن " قرابة 40 في المائة من التجاوزات تعلقت بالدعاية الإنتخابية لفائدة بعض المترشحين داخل وخارج مراكز الإقتراع إضافة لمضايقة العديد من الملاحظين {المراقبين} ومنعهم من دخول المراكز والمكاتب ، وتسجيل حالات عنف ، وتوجيه للناخبين لصالح مرشح بعينه وتوزيع صور الباجي قايد السبسي.ودعا مرصد شاهد الهيئة العليا للانتخابات إلى استبعاد رؤساء مراكز الإنتخابات الذين لم يثبت حيادهم.
تقرير منظمة "عتيد" هو الآخر وصف العملية الإنتخابية بأنها" التنافس فيها غير نزيه" وغابت فيها" الشفافية" مع ملاحظة " تسجيل خروقات في سجل الناخبين في الخارجوالعنف الذي ساد الأجواء الإنتخابية داخل البلاد". ودعا تقرير "عتيد" إلى ضرورة التدقيق في سجلات الناخبين، ومراقبة عمليات التمويل.
الهيمنة على الشعوب : مما لا شك فيه أن هناك دعم إستخباراتي إقليمي ومالي وسياسي صهيوعربجي { يلقى هوى لدى أطراف في الغرب }، للباجي قايد السبسي، جعله يعبر باستعلاء مهين له قبل غيره مثل قوله "نحن الفضيلة وهم الرذيلة" يقول ذلك وهو بائع خمر و{....} وقد رأينا حملة لشركة كوكاكولا، لصالح الباجي قايد السبسي، من خلال ملصق، وومضة إشهارية تلفزية" ما هو اسم الدلع .. بج بوج " وبجبوج هو اسم الدلع للباجي قايد السبسي". وجميع ما تم ذكره آنفا يصب في خانة تصفية الثورة ، ومحاولة إعادة النظام القديم،وهي ليست خطة الدولة العميقة فحسب، بل لها ذيول إقليمية وعربجية وصهيونية ودولية، تسعى جميعا لإبقاء العرب متخلفين، متخاصمين، متقاتلين، ومتآمرين على بعضهم البعض، ومدعوم بعضهم ضد بعض الآخر، والذي أصبح شعبا آخر" إنتو شعب واحنا شعب" أو كما يقول بعضهم في تونس على البعض الآخر" شعب النهضة" . ولم يكتفوا بذلك التقسيم، فأضافوا إليه تقسيم جغرافي" ساحل حداثي، وجنوب ارهابي".
ويمكن استدعاء التاريخ القريب ومن داخل القارة الإفريقية، ونضرب مثالا على ذلك الغابون، بعد وفاة عمر بانغو، سنة 2009 م تدخلت فرنسا بشكل مباشر في العملية الإنتخابية ، وساهمت في إنجاح ابن بانغو باعتراف السفير الفرنسي السابق بالغابون موريس دولوناي، ومسؤول الإستخبارات الفرنسية في عهد شيراك ميشال بونكورس"باريس قامت بحملة تزوير لصالح نجل بانغو وذلك حفاظا على مصالحها في البلد".
فالغربيون يستغلون أصحاب المصالح{ عروش } والسماسرة { فوائد السلطة و الأعمال و المال } من أجل تحقيق مصالح شعوبهم لذلك يسعى دائما للحفاظ على أنماط أنظمة معينة تخدم مصالحها وتحقق أهدافها ومطامعها الإقتصادية . وتلعب أجهزة الإستخبارات دورا مهما في هذا المنحى ، مستخدمة العنف والإرهاب والإعلام كأسلحة في هذا الإتجاه، وليست البلاد العربية عنها ببعيد.
وقد كانت مساندة الربيع العربي، تحصيل حاصل ومحاولة للتمظهر بمظهر من يريد الحرية للشعوب، وفي نفس الوقت كانت آلات الهدم وإجهاض الثورات بطرق مختلفة ماضية على قدم وساق.
أجواء الدورة الثانية من الإنتخابات الرئاسية في تونس شابها ويشوبها الكثير من اللغط الإعلامي وعلى مستوى القاعدة الشعبية، وقد اعتقلت قوات الأمن عناصر تقوم بوضع لوحات كبيرة لصالح الباجي قايد السبسي، قيل أن صاحب قناة" نسمة " نبيل القروي وراءها، وهي لوحات مكتوب عليها عبارات تهين الثورة والترويكة التي حكمت بعد نجاحها " الوسخ المؤقت .. الفقر المؤقت .. العنف المؤقت .. الإرهاب المؤقت ". إن هذه العبارات، وتلك التصريحات وغيرها التي أتينا على ذكر بعضها في هذا المقال هي في النهاية مشروع تقسيم التونسيين، كما أنها مشروع حرب أهلية في ما لو نجح الفاشيون، لا قدر الله، في الجمع بين رئاسة الحكومة ورئاسة الدولة.
عبد الباقي خليفة
- التصنيف:
- المصدر: