فزاعة "داعش" والسعار ضد الإسلام
حالة من السعار والهجوم الشرس يتعرض لها الدين الإسلامي وشرائعه وثوابته على يد حفنة من الجهلاء والموتورين من منافقي الأنظمة وأصحاب الأيديولوجيات والمناهج الفكرية الفاسدة مستغلين في ذلك الظهور القوي في الفترة الأخيرة لتنظيم داعش.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
حالة من السعار والهجوم الشرس يتعرض لها الدين الإسلامي وشرائعه وثوابته على يد حفنة من الجهلاء والموتورين من منافقي الأنظمة وأصحاب الأيديولوجيات والمناهج الفكرية الفاسدة مستغلين في ذلك الظهور القوي في الفترة الأخيرة لتنظيم داعش.
طبعا هؤلاء يعلمون جيدا أن داعش لا تمثل إلا نفسها وأن عدد المنتسبين إليها لا يزيد عن بضعة آلاف وأن هناك مئات الملايين من المسلمين وعشرات الجماعات والمؤسسات الإسلامية لا يتفقون مع منهج داعش ومع ذلك يواصلون غيهم ولا يعرفون أو قد يعرفون ولكن يتجاهلون أن منهجهم ذلك يزيد من التعاطف مع داعش.. هم يريدون الوصول للأهداف معينة من ذلك وهو النيل من الإسلام والمنتمين للتيارات الإسلامية جميعا وعلى استعداد لتجاهل كافة الأسئلة المنطقية والإشكاليات حول هذا الربط التعسفي بين تنظيم ما وبين شرائع وثوابت الدين الإسلامي الحنيف..
تنظيم داعش ليس بالجديد فهو موجود منذ سنوات طويلة في العراق ولم يحقق أي انتشار أو ظهور حتى بعد أن دخل إلى سوريا في بداية الأمر ولكن مع الحملة التي تم شنها من قبل قوى الثورة المضادة في دول الربيع العربي ضد التيارات الإسلامية التي التحقت بركب التغيير السلمي من أجل مستقبل أفضل لبلادها, والاستبداد والظلم والقتل الذي أصاب الآلاف من أعضائها ومن غير أعضائها من المطالبين بالتغيير أدى ذلك لتزايد التعاطف مع أفكار داعش وغيرها ووجدت أرضا خصبة في العراق وسوريا للتحرك في ظل معاناة الملايين في هاتين البلدين من نير الدكتاتورية والطائفية وسط صمت العالم أجمع على طاغيتين بحجم المالكي والأسد ناهيك عن المبالغة الإعلامية من قبل الغرب في تضخيم قوة داعش لكي تبرر لنفسها استقدام المزيد من قواتها إلى المنطقة وشن حرب جديدة ليس للقضاء على داعش ولكن للقضاء على كل حالم بالتغيير وعلى الحركات الإسلامية كافة..
إن الموتوروين من أصحاب المصالح والمناهج الفكرية الفاسدة في عالمنا العربي وجدوا في داعش فرصة ذهبية لكي يوجهوا سهامهم القذرة للدين الإسلامي وربط جميع الجماعات الإسلامية بها رغم أن داعش تكفر هذه الجماعات وتقتل أعضاءها إذا وقعوا في أيديهم..
لقد شن هؤلاء حملة شعواء ضد شرائع الإسلام وانتقصوا من مكانة أنبياء الله وسخروا من اللحية والحجاب والنقاب ودافعوا عن العري والرقص واتهموا مخالفيهم بأنهم من"داعش"!.. وامتلأت الفضائيات ببرامج وأعمال درامية تهاجم الدين الإسلامي وأحكامه وإذ أنكر أحد عليهم "فهو داعشي متطرف يريد العودة بنا إلى عصور الظلام" ..
لقد أصبحت حرية الفكر والتعبير هي في النيل من الإسلام وأنبياء الله وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة ويحتمي بعض هؤلاء نهارا جهارا بالأنظمة والحكومات التي لا يخفون قربهم منها ودفاعهم عنها حتى أن أحدهم قال على الملأ: إن رئيس بلاده أثني على برنامجه الذي أنكر فيه عذا القبر!.. ألا يعلم هؤلاء أنهم يقدمون أكبر خدمة لداعش ولأشباه داعش وأنهم سيتسببون في كارثة لا يعلم مداها إلا الله في عالمنا العربي, الذي يئن تحت وطأة أزمات لا حصر لها,عندما يصبح المسلم الملتزم بدينه "إرهابيا" والملحد والمنحرف والفاسق والراقصة والفاسد في حضن السلطة ومثال للفكر الرشيد؟!
خالد مصطفى