ولكن يناله التقوى منكم
أحمد كمال قاسم
فعندما نضحي في عيدنا الأكبر مثلاً يجب أن نستحضر مشهد إبراهيم وإسماعيل ونتخيله ونسأل أنفسنا: ماذا لو كنت مكان إبراهيم وكنت بصدد ذبح ولدي؟ أكنت ذاهباً لتقوى الله وذبحه؟ وبهذا التخيل ندرك عظم سلعة الله ألا وهي الجنة وعظم مشقة السبيل إليها..
- التصنيفات: التقوى وحب الله - قصص الأنبياء -
سبحان الله العظيم فإن الله تعالى، قد شرع لنا الأضحية محملةً بالعبر النابعة من قصة منشأها، والتي تعلمنا قمة التقوى، هو أمرُ الله خليله إبراهيم عليه السلام بذبح ابنِه الشاب إسماعيل الحبيب إلى قلبه فوجد الله منهما قمة التقوى والإخلاص والخشوع، ففدى الله سبحانه إسماعيل عليه السلام بذبح عظيم في شأنه لأنه فدى تقياً من أعظم الأتقياء، ولقد نجح في الاختبار العظيم الرهيب.
هل نفقه شيئاً من ذلك؟
وللأسف نحن في هذه الأيام التي نعيشها نرى المسلمين يأخذون بمظاهر التدين ولا يأخذون بلبه وكلاهما مطلوب شرعاً ولكن قشرة بدون لب هي ضرب من العبث.
فعندما نضحي في عيدنا الأكبر مثلاً يجب أن نستحضر مشهد إبراهيم وإسماعيل ونتخيله ونسأل أنفسنا: ماذا لو كنت مكان إبراهيم وكنت بصدد ذبح ولدي؟ أكنت ذاهباً لتقوى الله وذبحه؟ وبهذا التخيل ندرك عظم سلعة الله ألا وهي الجنة وعظم مشقة السبيل إليها، فإن الله تعالى لا يأمرك بذبح كبش في عيدك لقيمة لحومها في الإسلام ولكنه يأمرك لعلتين (والله أعلم):
1. أن تستعيد في ذهنك مشهد ابتلاء إبراهيم وإسماعيل العظيم وتقيس مدى تقواك لتقواهم، ومن ثم تعرف مقامك في التقوى عند ربك.
2. أن تسعد الفقراء الجياع الذين لا يجدون اللحم إلا من عام إلى عام وتؤثرهم على نفسك وتخرج لهما من أضحيتك ما طاب لك. فهم المستفيدون بلحم أضحيتك وليس الله سبحانه، وأنت المستفيد في تقوية صلة التقوى بينك وبين خالقك ورفع ميزان تقواك عند مولاك، قال تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}
والله أعلم.